الكذب سلطان والفعل برهان وفي جحيمات الأكاذيب يصطلي الإنسان , فأين المفر وقد أصبح الكذب من الإيمان؟!!
وطن ذبحوه بمدية الأكاذيب وسلخوه من ذاته وموضوعه وقطّعوا أوصاله وإستباحوا كل ما فيه , وفقا لمصيدة دستور الأكاذيب , ولا تزال تدوس أوصاله جنازير عربات التضليل المبين.
جاءت إليه قوى الدنيا المتأسدة المفترسة بذريعة مختلقة وملفقة وبعد أن دمروه وخربوه وأوجعوه , إعترفوا بأنها الأكاذيب هي التي دفعتهم لإقتراف الإثم والخطيئة , أقروها على لسان قادتهم وأجهزتهم الإستخبارية مرارا وتكرار.
وماذا حصل؟
تم حكم الوطن بالأكاذيب , وأقيم نظام حكم كاذب , يبدو كواجهة لتحرير إرادة الأكاذيب.
وما بني على كذب فهو كاذب!!
ومنذ أن سقط الوطن نطيحا بالأكاذيب , تمكنت منه طوابير الأدعياء المستوردين من كل حدب وصوب والذين ينتمون لغيره , وما هو بالنسبة لهم إلا فريسة عليهم أن يتناهبوها بتوحش عجيب وجشع غريب.
ماذا جرى لوطن أردته الأكاذيب؟!!
الكذابون أودعوه عند عميد الكذابين وملهم الشياطين ومؤازر الآثمين وساندوه بالفعل وعارضوه بالقول , للتعبير الأصدق عن الكذب المعاصر الذي يمنّي بأكله حيوان ضروس كذوب , يتقنع بما يوهم الذين من حوله على أنه من المقدسين والصاعدين إلى مجد الأمجاد والغيوب.
وماذا بعد؟
صار الوطن بلا سيادة ولا كرامة ولا عزة ولا قدرة على الحياة المتوافقة مع العصر , فأصبح بلا كهرباء ولا ماء ولا ثروات ولا قدرات للحفاظ على كيانه المستباح.
وكل ما يدور في أرجائه , أن تقتل الإنسان الذي يقول “أريد” , فهو مستعبد ومصادر الوجود وهو رقم مسخر لتمرير إرادة الأكاذيب.
وعاشت ديمقراطية الكذب السعيد!!