7 أبريل، 2024 12:59 م
Search
Close this search box.

وطن للإيجار!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

زميلي الصيني يمازحني بين آونة وأخرى قائلا : ” متى ستأجرون بلادكم للصين؟”
فكلما دار حديث عن الوطن وما تتداوله الأخبار يعيد سؤاله , وكنت في أكثر الأحيان أشعر بالغيرة والعزة , وأجيبه بشيئ من الإنزعاج , رغم أنه يمزح , وذات مرة قال لي: ” أنا جاد في الموضوع”
فأغضبني , وتفاعلت معه بكلام يتوافق مع ذلك , ومرت الأيام , وتذكرت زميلي , وما كان يردده عن بلادي , ووجدته على صواب!!
فالبلاد على مدى ألعقدين الماضيين تحولت إلى دولة فاشلة يقودها الفساد ويعشعش في أركانها السوء والبغضاء والتبعية وضياع السيادة , والفقروالخراب والدمار.
” لو كنا في بلادكم” , كان يقولها زميلي الصيني بحسرة!!
تخيلوا لو تم تأجير البلاد لمدة عشرة سنوات , فماذا سيحصل؟
ستنطلق المشاريع بأنواعها , ويعم البناء والعمران , ولتحولت البلاد إلى دولة معاصرة مستوفية لجميع متطلبات البنى التحتية , ولأصبحت من الدول المصدرة للمحاصيل الزراعية والعديد من المواد الغذائية.
ولتطورت وسائل النقل فيها , وجميع الخدمات , ولتنعم الأطفال بمدارس إبتدائية تليق بهم , ولشعر المواطن بقيمته وعاش بسعادة وعرف وطنه وتمسك بترابه , وما عاد فيه تابع وخائن يتبختر ويستحوذ على ممتلكات الآخرين , بإسم فتاوى فقه الغنيمة والدجل والمتاجرة بالدين.
نعم لو أجرنا البلاد للصين لربحنا وربحوا من هذا الإيجار , فنحن غير قادرين على الإستثمار فيما لدينا من الطاقات والقدرات والثروات , وأكثرنا ينهبها ويودعها في بنوك أجنبية ويحرم البلاد والعباد من حقوقها الإنسانية!!
فهل توافقون على إيجار البلاد لمن يعرف كيف سيتدبر شؤونها؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب