الأمانُ ليس بابًا يُغلق بالمفتاح، ولا سقفًا يحميك من رياح الشتاء، ولا جدارًا يتصدى للأعاصير.
إنه ذاك الشعور العميق الذي يتسلل إلى قلبك حين تجد شخصًا يمسك روحك برفق، يربت على وجعك كأنك طفل صغير، ويهدهد مخاوفك بنبضات الطمأنينة.

الأمانُ أن تنظر في عينيه، فتكتشف فيهما وطنًا بلا حدود، سماءً صافية بلا غيوم، وأرضًا تحتضنك دون شروط.
أن يصبح وجوده دعاءً للسلام، وصوته لحنًا يبدد الأحزان.

هو أن تمشي معه في ظلام الطريق دون أن تشعر بالخوف، لأن يديه تضيء دروبك، وروحه تعانقك، فتصبح الظلمة نفسها نورًا.
أن تجد في قربه وعدًا غير مكتوب، هديةً لا تُقدم في المناسبات، بل شعورًا يزهر في قلبك دون انتظار.

الأمانُ هو أن تعرف أن هذا الشخص لن يتركك، لن يخذلك، حتى لو تخلّى العالم بأسره عنك.
هو أن تفهم صمته، وتدرك أنه يعي أوجاعك دون أن تبوح، ويجبر كسرك دون أن تطلب.

ليس الأمانُ قرب الأجساد، بل قرب الأرواح.
إنه نبض قلبٍ يتناغم مع نبضك، شعورٌ يحتضن روحك حين تنهار.

يا من تبحث عن الأمان، اعلم أنه ليس شيئًا تُمسكه بيديك، بل شعورٌ يغمر صدرك حين تجد شخصًا يراعيك ككنز لا يُعوَّض.
الأمانُ أن تشعر بالخوف ولكن قلبك مطمئن، أن تسقط وتجد من يرفعك، أن تتحطم وتجد من يجمع شظاياك.

ابحث عن هذا الأمان في قلوب تحبك بصدق، في أرواح ترى فيك عالمًا كاملًا.
وإن وجدته، تمسَّك به، لأنه الحياة وسط هذا الضجيج الكبير .

أحدث المقالات

أحدث المقالات