23 ديسمبر، 2024 2:44 م

وطنيون عراقيون …. المندسون ؟

وطنيون عراقيون …. المندسون ؟

غرد النصير جلال رومي ( أحمد عه رب ) على موقع التواصل الاجتماعي , منشورا يعد لغزا محيرا في تاريخنا النضالي الشيوعي , حول المندسين في تنظيماتنا وتحديدا في تجربة الكفاح المسلح 1979/1988 . طرق بابا لكنه لم يجرؤ على فتحها على مصراعيها , بل فات خلسة من زواياه المحظورة . تعرج على شخصية أثارت جدلا واسعا في تجربة الكفاح المسلح , ولو أنه مر عليه بالاشارة من خلال ذكر حرفه الاول من أسمه الحركي , لكن المداخلين والمعلقين كشفوا أسمه الحركي ووقوفا عند بعض محطاته وتاريخه .. الشكوك دارت حوله من خلال تحركاته , والتي تعد بعيدة جدا عن مقتضيات العمل السري .. ومن المسؤول عن هذا النهج ؟ ومن الذي قام بزجه الى الداخل في المرة الاخيرة ضاربا عرض الحائط المباديء والقيم والتاريخ والشهداء وحياة الناس ؟

لم تبن دول ولا أحزاب بدون المكاشفة ونبش التاريخ … لعصر جديد .. وجيل متجدد مسلح بالثقة مع النفس اولا وأفكاره ثانية … وهذا لايتم الا بالشجاعة والجرأة ونقد الذات والسياسة والاسلوب والمواجهة ونقد الماضي لبناء مستقبل جديد ومتجدد . . .

الحديث وشوشرته .. دار حول أبو هيمن ( عدنان الطالقاني ) . عضو لجنة محلية السماوة أيام الجبهة الوطنية … تعرفت عليه شخصيا لاول مرة في سهل شهرزور في سليمانية عام 1983 .. عاد من الداخل وحينها دار لغط بين الرفاق حول طريقة وصوله وايضا عودته .. هكذا كانت حدود معرفتي به

عام 1985 على أعتاب المؤتمر الرابع البريء للحزب الشيوعي العراقي في لولان ( أرموش السفلى ) كنت قادما من قاطع سليمانية وكركوك .. الى بهدينان مرورا بلولان … مكثت أيام معدودة في قرى لولان .. ويوميا يطرق سمعي همسا بحديث عن قيام قيادة الحزب بحجر الرفاق ابو هيمن وايضا ابو بهاء ( فلاح حسن ) , ومنع الاول من حضور المؤتمر , وهما من مدعويه . في صباح شتوي ممطر بلغنا بالتحرك باتجاه بهدينان ( وادي زيوه ) . وكانا ضمن المفرزة ابو هيمن وابو بهاء , طرق جبلية ووديان متداخلة مع الاراضي التركية , كان عندهم متسعا من الوقت والفرص , أن يفلتوا باتجاه ربايا السلطة لو كان عندهم شك بقدرات الحزب الامنية . وعلى طول الطريق كان ابو هيمن يسخر من قيادة الحزب والمؤتمر . ويكرر .. لم يولد الجبل الا فأرا .

يوم 20/11 / 1985 .. وصلنا الى وادي زيوه في الفصيل المستقل .. وكانت قيادة الحزب موجودة متمثلة بابي داود ( حميد مجيد موسى ) وابو فاروق ( عمر الشيخ ) وابو طارق ( أراخاجادور ) وجمع من كوادر الحزب . زخم من المحاضرات الليلية حول وثائق المؤتمر ونتائجه ونجاحاته الباهرة من قبل ابو داود وابو فاروق … لكنها كانت لم تخل من تعليقات ابو هيمن المازحة . . . .

في الفصيل المستقل ..بدأت الاستعداد للعودة الى بغداد .. وكان ابو هيمن يمازحني سنلتقي في بغداد ,, وساوفر لك كل ما تحتاجه هناك … كنت أسر الرفيق ابو ناصر باحاديثه , لكن الذي فاجأني قبل يوم واحد من نزولي .. أكده لي ابو هيمن مع طلبه عنواني في بغداد .. فتجاهلت حديثه , وعندما أبلغت الرفاق بحديث ابو هيمن … لم يستغربوا ولا حتى يهتموا بما شاع في جدلية العمل السلبي .ا .

هنا أود التوضيح عن تغريدة ( أحمد عه رب ) . الشبهات تحوم حول أختفاء كوكبة من الرفاق في الداخل ابو جهاد ابو صلاح ابو سالار ابو سرمد ابو أحمد ابو شاكر وأخرين , جلهم من السماوة والفرات

الاوسط لهم علاقة مباشرة بابي هيمن .. وهذا لم يتم في برهة من الزمن , وأنما أمتدادا لسنوات النضال العشرة . لكن السؤال .. هل تم فتح تحقيق بهذه الملاكات النادرة والتي لم تعوض ؟؟ . حسب معطياتي لم تتم لا من قريب ولاحتى من بعيد ولاحتى مستقبلا . . . .

يتساءل احمد عه رب … عن المسؤول بزجه الى الداخل في المرة الاخيرة في عام 1986 .. رغم كل اللغط والشبهات وهمسات الرفاق . نعم .. انا كنت قريبا وبنفس الموقع .. أن الذي هيأه للتوجه الى الداخل هو الرفيق حميد مجيد موسى ( ابو داود ) سكرتير الحزب الحالي , لكي أوفر عليك فرصة اللف والدوران , والتردد في قول الحقيقة . . .

في بدايات حركة الانصار .. وتجربة الكفاح المسلح .. نشط ابو هيمن باتجاه العمل في الداخل , وتبناه في البداية الرفيق عدنان عباس ( ابو تانيا ) . باعتباره على ملاك الفرات الاوسط , رغم معارضة الرفيق باقر أبراهيم ( أبو خولة ) مسؤول التنظيم المركزي .. في النهاية أستطاع أبو خولة أقناع أبو تانيا بالتخلي عنه تحت سطوة الادلة والوثائق .. لكن أبو هيمن أدرك طبيعة الصراع الموجود في الميل الى سكرتير الحزب الاول حميد مجيد ( ابو داود ).. والذي تبناه كليا . . .

زج أحمد في تغريدته الرفيق ابو جلال ضمن ضحايا ابو هيمن … هنا لابد من التوضيح أن ابو جلال ( محمد الخضري ) كان محسوبا على تنظيمات المنطقة الوسطى … وأعتقاله مع رفاقه في ديالى واضحة المعالم والعيان والظروف والمكان . لاصلة له لا من قريب ولامن بعيد بابي هيمن . .

اما الشهيدة ام لينا … لا معرفة لي بعلاقتها مع ابو هيمن … لكن هناك في جعبة الرفيق أشتي شيخ عطا عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي الكردستاني شيئ .. وانا شخصيا تحدثت الى الرفيق ابو لينا .. حول الحوار الذي دار بيني وبين أشتي صيف عام 1987 في مزرعتهم في مدينة كفري . و أشتي حي يرزق ممكن الرجوع له . .. .

ابو هيمن … كما يعرف الجميع .. يعيش منذ سنوات في السويد .. وماهي الاجراءات الي ممكن أن تقدم الى الجهات السويدية .. يتقاضى قانونيا ؟؟؟ . وهل هناك من يجرؤ وممن يتربع على حزب الشهداء؟؟.

ملف الشيوعيين في دوائر الامن والاستخبارات في خزائن البعثيين … هي حاليا بيد الامريكان وأحمد الجلبي وأطراف سياسية أخرى .. وبعض قادة الحزب أطلعوا على بعضها … وبجعبتهم أدلة وحقائق لو كشفت , لصرخ سلام عادل من قبره مطالبا ………… بحزب موحد وموثوق كما حدث عام 1956 . .