19 ديسمبر، 2024 12:44 ص

وضع حدّ للطغاة كذبة , وادعوا ما تدعون , فالله كذبة الطغاة ولا وجود له

وضع حدّ للطغاة كذبة , وادعوا ما تدعون , فالله كذبة الطغاة ولا وجود له

ماذا ننتظر .. لم يترك العراقيّون مخفيّة أو مرئيّة من صدّام حسين إلاّ ونبشوها نبشاً باللعن وبالسباب بأنواعه وبأنواع الشتائم وبأدعية عليه من جميع الطوائف سنة وشيعة وتركيف ومسيح وايزيديّة وبمحتلف اللغات واللهجات صوتيّة أو تمتمات وبالبكاء ترتفع حدّتها أو تنخفض حسب الوضع الأمني لكنّ صدّام بقي صامداً “يا جبل ما يهزّك ريح” شامخاً مرعداً مرعباً دون حتّى خدش أو جرح بسيط نال منه ولو بدعاء مرير لأتقى الناس ورعاً وخجلاً ومقربةً من آل البيت عليهم أفضل الصلاة وأتمّ التسليم أو من يدّعي أنّه من سلالة الأنبياء صلوات ربّي وسلامه عليهم أجمعين إلى يوم الدين ولم ينالوا منه ولو بحجم إبرة دبّوس طيلة 35 عاماً بل على العكس صدّام يزداد تجبّراً مع كلّ دعاء ويزداد استخفافاً بالمتديّنين وبالأحزاب الاسلاميّة الورعة سنّيّة وشيعيّة .. فلقد أهلك أغلب العراقيّين أنفسهم بالدعاء لله ليخلّصهم من المجرم صدّام لكن دون أن يلتفت إليهم المولى ومع ذلك لم ييأسوا من رحمة الله أو يقنطوا فواصلوا يدعونه صباح مساء في جوف الليل وعند الفجر عند العتبات المقدّسة وعند   أبواب “المرضي عنهم” لكن لم يلتفت إليهم , ولم ينفع الدعاء بكافّة درجاته ولا حتّى عند بيت الله الحرام نفسه بل ذهب البعض لأن “يتحندل” بأستار الكعبة متأرجحاً متوسّلاً متضرّعاً متهدّجاً لكن من دون استجابة ولا حتّى “وعد” بالقضاء لاحقاً على صدّام بل ومنهم من ختم القرآن متوسّلاً عند الكعبة فلم ير شيئاً يقفز عليه أو يواسيه من خلف ستار أو علامة استجابة أو تريّث ظهرت له من وراء غيوم , حتّى الغيوم لا وجود لها عند بيت الله الحرام , فما رأيكم أنّنا سمعنا والجميع سمع أيضاً أنّ هناك من نذر للحسين عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم سيعيش عرياناً ربّ كما خلقتني طيلة حياته لو أنّ الحسين عليه وعلى أهله الصلاة والسلام دعا الله نيابة عن العراقيين فاستجاب له الله فخسف الأرض بصدّام ! .. أنا تحدّثت بنفسي مع أحد هؤلاء أثناء حرب إيران , فما رأيكم ؟ سيقول البعض إنّ الله استجاب في النهاية بعد طول دعاء جماعي وفردي مكثّف ومتقطّع فتمّ القضاء على صدّام وخلّص العالم من شروره وإن كان القضاء عليه تمّ على أيدي “كفرة” زناديق فجرة عصاة خره , ففي الحديث الصحيح جدّاً أنّ : “الظالم سيفي أضرب به الظالم” ,
سنجيب : أنّ الإله “الأقرب إلينا من حبل الوريد” الرحيم المجيب لا يمكن أن يستبدل الطاغي بطاغي آخر أو أشدّ طغوة , فمن يعمل “الجميل” بعد الدعاء إليه مهما كان الدعاء بسيطاً وهو الرؤوف الرحيم العدل السلام المؤمن الغفّار فالمفروض به ينهه جميلاً أيضاً لا يختمه مآسي أشدّ وأدهى فتكاً وأمرّ من سابقتها كما حصل بعد أن أنقذنا الشيطان الأكبر من صدّام ولم ينقذنا الله بعد كلّ ذاك الكمّ التريليوني من أرقى أنواع الأدعية وأرقّها تلييناً للحجر وللصخر وللفولاذ ! أين العقول يا فحول ؟ .. واليوم , وبعد 12 عاماً من حكم طغاة لا يحصون ولا يعدّون وليس طاغية واحد كصدّام المسكين , ليس وحدهم بل ومعهم طغاة الأرض أجمعين مدعومين بقرارات الأمم المتّحدة وبدعم جميع المنظّمات الانسانيّة والحيوانيّة وجميع منظّمات بلا حدود أذاقت الشعب العراقي بربع سنوات صدام ال35 سنة مالم يتعرّض له لا قوم لوط ولا شعب “الصاخّة” من العذاب ما جعل الأدعية تُعاد بأضعاف مضاعفة متوسّله بالله وبالأئمّة الأطهار وسواء عند عتبات العبّاس عليه الصلاة والسلام أو عند مقام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام أو عند الكعبة المشرّفة وازدادت أعداد ختمة القرآن بالملايين ومعهم مسلمي الأرض جميعاً توسّلاً أو عند قبر المصطفى صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً يتوسّلونه يكلّم ربّه عسى ينقذهم من هؤلاء المجرمون السفّاحون بقيادة الشيطان الأكبر , لكن وكالعادة دون استجابة أيضاً بل ها هي الجثث تتمزّق بلحظات وبمضاعفات تتكرّر يوميّاً وبالعشرات بكافّة مدن العراق ولمدّة اثني عشر عاماً أصبح الشعب هذه المرّة ممزّقاً كلّ في “خانة” جغرافيّة والحروب انتقلت داخل البلد الواحد وطغاة أنواع انتهت بداعش بعد أن كانوا قبل الدعاء وحدة واحدة على أرض واحدة يتلقّون مصيبة واحدة لا مصائب متعدّدة وبطوفان دموي حتّى باتت مشاعر الشعب منفوخة منفوشة لم تعد تحسّ ثخُنت و”تچبّنت” لم تعد تستشعر لا لدغة عقرب أو أفعى كوبرى ولا عضّة أسد صهور ولا زلزال سومطرة ولا زلزال هونشو  .. استمرّوا ادعوا يا “مساكين” ولا نقول غيرها فالضرب بالميّت حرام , ادعوا من لا يسمعكم ولا يستجيب لكم , “الشيطان” يسمع ومن تدعوه لا يسمع .. و”عله شنو ومن شنو بعد خايفين”؟ البلد دُمّر تماماً والنازحون ملايين وبلا وطن وحاجياتهم تركوها للسرّاق داعش والحشود , بعد شنو “تف تف تف” ترموها بزياكتكم تستعيذون ! .. ها هي ميزانيّة العراق وقد أطاحت ما تبقّى من كبرياء للعراقي , ذلّ في ذلّ حتّى عَلم دولته “العلم العراقي” لم يعد يُرفع لأكبر مسؤوليه عند استقباله لا من قبل دولة محبّة لآل البيت مثلنا ولا دولة سنّيّة تموت ولهاً بأبا حنيفة قدّس سرّه الشريف العزيز .. ادعوا يا عراقيين ما تدعون فلن يُستجاب لكم إطلاقاً ومهما أعييتم أنفسكم بالدعاء .. حتّى أنّ أحدهم كرّر لنا في ردّه على مقالنا هذا ردّاً معروفاً: “لا يغيّر الله ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم” وهي نفس لهجة الطغاة , فردّ عليه من أجابه قائلاً : “إنّ غيّروا ما بأنفسهم فما الحاجة للإله إذن” ! .. طرحت هذا المقال بهذا التصوّر لغرض التدبّر , وأن يجد المعذّبون في العراق طريقاً آخر للتخلّص ممّا هم عليه غير هذه “الحجّة” العقيمة الّتي تعلّقوا بأهدابها هرباً من واجب يجب تغييره بأيديهم لا بأيدي غيرهم ..