الفقاعة التي تحولت “بالون” كاد أن ينفجر في وقت حرج من مسيرة الكرة العراقية، وهي تنتظر استحقاقين مهمين، هما الحضور في اولمبياد “البرازيل”، والتصفيات المؤهلة إلى كاس العالم في “روسيا 2018 ” على خلفية استبعاد مدرب المنتخب الاولمبي “عبد الغني شهد” اللاعب “ياسر قاسم” من تشكيلة المنتخب الاولمبي ،ومن ثم توضيح أسباب ذلك الأبعاد، عبر تقرير قدمه المدرب أشبه بمضبطة سلوك تضمن توصية بعدم دعوة ياسر إلى صفوف المنتخب الوطني مغلفة بتهديد شهد، بترك المنتخب الاولمبي في حالة عدم الأخذ بوصيته!.
واقع الحال أن “الأزمة” (أذا جاز لنا الوصف)، كشفت عن مواطن وهن في منظومة المؤسسة الرياضية بجناحيها الإداري والإعلامي،.ومواطن الوهن تلك مشخصة من غالبية الوسط الرياضي،بيد أن مشكلتنا تقع في سطحية الحلول (الترقيعية) التي لا تلامس قاع الأزمات، بل تظل تدور في فلك المشكلات، بقصد أحيانا ودون قصد أحيانا أخرى، فتتحول الأزمة إلى حلبة لتصفية الحسابات والتشفي من قبل المتربصين، ومن جانب منبر لبعض الإعلاميين لتسويق أنفسهم كمحامين وأوصياء دون غيرهم،كشفت الأيام وللأسف أن أصواتهم حالما تهفت بعد أطعامهم مناصب إعلامية.ليس كفراً أن يخطا بعض اللاعبين أو المدربين أو الإداريين، فمن يعمل يخطا هكذا هي مسيرة الحياة،لكن الكفر هو تجريم صاحب الخطأ ووضع خطيئته برف الخيانة العظمى!،فشعور مثل هذا يصيب الجميع بحالة من القلق يصل إلى حالة الخوف الذي يشكل عامل إحباط في أداء الجميع.
اليوم نحاول أن نفرش الأزمة على مشرحة التحليل، ونناقشها بمحبة عالية لجميع الأطراف الإدارية والإعلامية، دون عقد، بغاية اخذ العبرة، لتشذيب مسيرة الرياضة العراقية.سوف نبدأ بجهود اللجنة الاولمبية التي نثني عليها بتهيئة المعسكرات والمباريات التجريبية، لكننا نسجل تحفظنا عليها بمفردة عدم اعتراضها على دعوة المدرب لـ (6 ) لاعبين للاختبار خارج السن القانونية للاولمبياد من أصل (3 ) لاعبين سمحت بهم لخوض المنافسات.
نعم أن الأمور الفنية بعاتق المدربين، غير أن دعوة لاعبي الدعم لمنافسات الاولمبياد بزيادة ضعف العدد التي حددته اللجنة المنظمة للاولمبياد،بحرفية عالية وواقعية كبيرة،لإضفاء المتعة ومنح الثقة لزملائهم،بذريعة الاختبار،هو بدعة تفرد بها الكابتن ( عبد الغني شهد)، لم تراعي العامل النفسي،و ستؤدي إلى فقدان هؤلاء اللاعبين عامل الثقة الذي ندبتهم البطولة من اجله، ولم نسجل اعتراض احد مسئولي الاولمبية على ذلك،( وما زاد في الطين بله)، وصية شهد” المشروطة” التي رشحت عبر قناة “العراقية الرياضية” في سؤال احد مقدمي برامجها للكابتن”راضي شنيشل”، ومحاولة استدراجه لأخذ رأي سلبي عن أمكانية دعوة ياسر قاسم للمنتخب الوطني في ظل وصية شهد!؟
فكان جواب شنيشل بمسؤولية عالية بعدم وجود مشكلة وياسر قاسم هو ثروة وطنية لا يمكن التفريط بها.
المشكلة في اليوم التالي شاهدت برنامج لمقدم آخر بذات الوسيلة الإعلامية الرسمية يستضيف بعض الإعلاميين لتطويق الأزمة!!!.
يبدو أن بعض إعلاميينا يثير غبار الأزمة، ثم يعود ليلاحقها دون أي “كوابح” ، ولطالما تساءلنا بمناسبات سالفة عن آلية أدارة السياسات الإعلامية، وطالبنا بتشكيل لجنة ومنحها صلاحيات لرصد سلوكيات بعض الإعلاميين واتخاذ إجراءات للحفاظ على البيئة المهنية، وان لم يحصل ذلك فالعمل بأضعف الإيمان، وهو دعوة اتحاد الصحافة الرياضية أعضاءه لتوقيع ميثاق شرف تقر ثوابت مهنية تشكل خطوط حمراء تقف بمقدمتها مصلحة الرياضة العراقية، لا تعني تكميم الأفواه بقدر ما تعرف حدود السماحة والمساحة للجميع.