22 ديسمبر، 2024 8:12 م

وصل السيل الزبى ..ولم يعد وقت للمجاملة ….!!!

وصل السيل الزبى ..ولم يعد وقت للمجاملة ….!!!

السياسة  افعال قبل ان تكون اقوال ،والناس تريدها ان تؤدي دوراً مسموعا مقبولاً لذلك نرى الناس يريد ان يعيش بكرامة ولا تريد ان تسلط عليها وسائل التخدير التي ترافق العملية التعبوية  للجماهير، ولا يعتمد على الكلام الدارج في اروقة السياسة التي لا تشبع أحداً ، فالمسوؤل الذي يتحدث بطول قامته في الميدان وكأنه منح كل ما لديهل لشعب ، واهم من ظن او تخيل ذلك ، فالمسؤواون في كوردستان يجمعهم صفة واحدة عندما يتعلق الامر بالمواطن ، فهو اكبر واعلى مرتبة ومقاماً منه ،  لذلك لم اجد مسوؤلاً وقد تجاوز حدود غروره الشخصي ونزل الى مرتبة المواطن وتحمس ليعرف ما يعانيه المواطن  اليومية من ويلات وماسي ، وإنما تجده باستمرار وقد طوقه فصيل حمايته وهو بعيد عن مسائلة المواطن له عن ما يقدمه و ما يمنحه لكل الذين منحوه صفة المسوؤلية التي لا يستحقها  ، لذلك لا نجد حرجا ان نمنحه نحن صغة المسوؤل الخردة الذي لا يقوى على  صرف ما في جيبهً الا عن طريق افراد حمايته ،   فكيف به ان يكون مسوؤلا لشريحة واسعة من ابناء الشعب لهم  مطالب وهو لا يقدر ان يعتاش الا على ذلك
ربما لم يحسب رئيس حكومة الاقليم  في تفكيره بان الشعب حين يداهمه الجوع في مضجعه سوف يفعل المستحيل  ليعبر عن سخطه وغضبه على طريقته للاداء المسؤلية في كوردستان ، المتظاهرون الذين امتلآت بهم ساحات في السليمانية واربيل وهلبحة كانوا على بينة تامة من ان حكومة الاقليم لن يستطيع ان يفعل شيئاً وليس بمقدورها فعل شيء لانها فقدت من قدرتها تماماً بعد ان اشتد المتظاهرون من لغتهم بانهم سوف يواصلون بمركب غضبهم الى شاطئها  ، والى ان تقول الحكومة كلمتها بوضوح ….
لقد وصل السيل الزبى ولم يعد هنالك وقت للمجاملة فعليه لابد لحكومة الاقليم ان يكسر حاجز الصمت عن نفسها ويخرج الى الشاشة ويواحه الناس على حقيقة الامر التي تعاني منها الحكومة ، ويخاطب الناس على حقيقة المجريات التي لها صلة مباشرة بالمسالة ، ويشخص الاسباب التي اجبرت الحكومة على اتخاذ هكذا قرارات سريعة التي  زادت الاوضاع سوءاً في كوردستان ، واصبحت الحكومة والشعب على مفترق طريق بعد لن فقد الشعب من ثقتها بالحكومة ، والخوف من قادمها سيكون اخطر بالقياس الى حجم الازمة التي خلقتها الحكومة نفسها حين امر بقطع الرواتب وتخفيضها الى هذا الحد المعلن عنه ما يدل على ان حكومة الاقليم قد أخطأ الحساب كسابقاتها مرة أخرى  ، وانها دخلت مرحلة الهذيان ولم تعد تملك زمام المبادرة للخروج من الازمة ….
اذن  …. ان حكومة الاقليم  قد اغلق الستار على نفسها ولم تعد تقرأ شيئاً عن الازمة ولم تعد ترى اي شيء س  سوى نفسها التي تقول مؤشراتها انها على الحد  من الافلاس السياسي  التي سيكون ثمنه غالياً بالقياس الى حجم الازمة وتداعياتها  ، بمعنى ان الاقليم قد دخلت مرحلة الخطر بعد ان قال المواطنون كلمتهم دون حرج ، وعبرت كل الناس عن رايها السديد بهذا الشأن ، وعرفت الحكومة  يفينا ان المتظاهرون  سوف لا يترددون في فعل كل شيء من اجل استعادة حقوقهم المسلوبة ، ولكنها  ترى ان الحفاظ على الامن والاستقرار هي ايضا  جزء من الوطنية الحقة التي لابد للمواطن ان يدركها ، وان التظاهرة حين خرجت  اكدت هذا المبدأ من اول ساعة  لانطلاقتها مما يثبت ان المتظاهرون يدركون  اين تكمن الخلل وأين اسبابها..؟؟ لذلك اخذت التظاهرة مسارها الصحيح ولم تسجل مخالفة انظامها ، ولكن هذا لايعني ان المتظاهرين يأخذون جانب الصمت ازاء الحدث ، واذا يقيت الحال على وضعها الحالي ، ولكنها يفسح المجال امام الحكومة لتفكر باتجاه حل الازمة  دون الوقوع في الاخطاء الكبيرة التي  سيجلب الاذى على الوطن والمواطن …..
وهذا يدل على ان حكومة الاقليم تواجه مأزقاً كبيراً وهي من اشد المآزق خطورة على الوضع الداخلي للاقليم ، و التي حشرت فيها نفسها دون دراسة لأثارها التي ينجم عنها ، وهي انذار خطر ينبغي عدم تجاهله واهماله تحت شتى الظروف لانها جاءت في ظل ظروف دولية في غاية التعقيدد بدأً من مسالة داعش وانتهاءً بالتحشد الايراني والسعودي في سوريا ، وها يعني ان حكومة الاقليم مطالبة باتخاذ كل ما يلزم لاعادة الطمأنينة الى ربوع كوردستان وعدم التهاون في هذا المسالة التي بدأت تهدد كل ما اكتسبت خلال السنوات الماضية ….
لهذا فان الاسباب التي تقف وراء هذه الازمة وهي كثيرة ، ولكن نحن نكتفي بالقليل منها اولها سوء ادارة الاقليم التي ساهمت بشكل مباشر في تاسيس  بنية فاسدة تحكم الاقليم ، تهدر المال العام في ظل عدم وجود استراتيجية مالية مدروسة  التي سببت في انهيار البنية الاقنصادية للاقليم ، وهذا يعني ان هذا الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منها الاقليم تبقى مسوؤليته على ذمة رئيس الاقليم الذي لم  يحسن في ادارته للاقليم فتخبط يمينا ويسارا وجلب معه  كل الانتكاسات السياسية والثقافية والاجتماعية التي يعاني منها كوردستان ، ناهيك عن تهميشه للدور الرقابة المالية التي لم نجد له اثرا في ابجديات الاقليم المالية ، مما كان له سبباً مباشرا في استشراء الفساد المالي بل وتهريبه الى خارج كوردستان بطرق غير شرعية ، وهذا يعني ان الاقليم يواجه منعطفاً خطيراً ينبغي احتوائه قبل فوات الاوان ، والبحث بكل ما يملكون من قوة لايجاد الحلول لتجنب ما يجلب النكسات على الاقليم …..