في كربلاء الحسين التقيت بالدكتور شلتاغ الذي صنع التأريخ بقلمه, وضم في موسوعته أساطين الكلمة ممن اعتلى مشانق الجهاد لترقص اجسادهم فرحين مستبشرين بمن خلفهم لمواصلة الطريق ,هذا الرجل الذي التقيت به مرات عدة في النجف الأشرف أو بغداد أو في محافل الدعوة الإسلامية المباركة ,هذه موسوعة الدعاة بما تضم من أسماء وسير شكلت نواة الحزب .
إن الدكتور شلتاغ عبود المياح الذي ترجم سير ابطال الحركة الاسلامية كتبوا بحروف دمائهم الزكية رسائل الدعوة وقادتها امثال الشهيد عبد الصاحب وقبضة الهدى مروراً بالشهيد الصدر وأخته العلوية بنت الهدى ومن تلا جحافل النور من الشهداء في العراق وإيران وغيرها من المدن والعواصم التي سالت دمائهم عليها لتوقد شمعة نور تلعن الظلاميين والظلام الحالك.
إن صدور موسوعة الدعاة من شركة العارف للأعمال ش.م.م للنشر والتوزيع لدليل على التقدم والرقي الفكري لهذه الشركة وهذا المعلم والقلم الذي سطر أروع تراجم ضمه الكتاب الأول وتلاه الثاني والثالث والرابع وأما الأخير لم يكن أخر ما طرزته الموسوعة من نواة الفكر الحركي الرسالي الهادف وهذا التأريخ سيرة صمود سطره الدعاة الميامين التف حول أعناقهم حبائل المكر العفلقي ليرسل نبضاتهم روحاً فكرياً عبق.
إن الصفحات التي ضمتها هذه الموسوعة وهي التأريخ الحافل من سيرة معطاء وأبطال قاوموا الجلاد والظلمة على مر الازمنة وهؤلاء صنعوا جيلاً بعد جيل رافض الجلادين والظلمة الذين نصبوا ارواحهم على مصير الأمة والحركة الإسلامية التي بلغت وبُلغت رسالات الله والحفاظ عليه وهذه الدماء الزاكية دليل حركتها وعلو شأنها تحاكي الزمن الذي ولى دون رجعة أن العنات ترفع في الأرض والسماء على من جند نفسه أماماً ظالماً يمارس التعسف بحق رعيته وهذه الدماء انتصرت وهي تلاحق الجلادين والظالمين .
إن مسيرة الدعوة ورجالها في العراق والمنطقة الإسلامية لم تزل افكارهم تصدر اشعاع فكري وهاج في جسد الأمة ومؤامرات الظلاميين والشعوبيين لم يروق لهم هذا الفكر حتى مارس بحقهم ابشع التعذيب والتنكيل دون رحمه لأن الفكر الدعوي قائم والجلادين يبحثون عنهم ولم يزل هذا الجلاد يمارس دوره يبتغي ممارسة فكره العفن وسط نباح لم يدرك افعاله وهو مبرر الصدام المسلح بين الدعوة والدعاة وبين الجلادين الذين جثما على صدر العراق وشيعته انهم اساءوا التصرف ولن يكن هناك مبرر للمواجهة بينهم …
صدرت الموسوعة وأستطاع المصنف المؤرخ الدكتور المياح أبن الدعوة والدعاة والبصرة الفيحاء بجهود فكري تضحيات تلك الفترة وإبطالها الذين حملوا قبس النور فكراً وضاحاً والحفاظ إلى الدين والمنهج القويم والدماء التي اريقت تبعث الامل بين ربوعنا من الاندثار وهذا الدرب لم يزل طويل والمسؤولية باتت اكبر على الدعوة والدعاة ولم ترفع بعد عن كاهل الدعاة وأنصارهم ومن لحق الخطى فالأمة برجالها وأبنائها وكلكم راع وكلنا مسؤول عن مواصلة الطريق .
شهدت الحركة الاسلامية التي كانت تذوب في بناء الشخصية الرسالية وهذه الدعوة الاسلامية التي برز إشعاعها الفكري في القرن العشرين والذين تصدوا بكتاباتهم ونظراتهم التي تعطي الضوء الاخضر في التصدي والتحدي والصمود وهو طابع قوي يناسب الفعل لهذه الشخصية في العراق وغيرها من المدن والعواصم العربية والدور الذي لعبه الحزب في عام 1957 إبان تأسيس حزب الدعوة الاسلامية وبناء البنى الاولى لمراحل التقدم الفكري لهذا الحزب وشخصياته الرسالية ودحر اضمحلال والضمور للتكبر العالمي الذي لعب دوره بين مرتزق مأجور وبين حاكم مأزوم يمارس دوره الخارجي على رعيته.
إن أفكار النخب الدعوية هي التي عززت روح الابداع في الحركة الاسلامية وشكلت بناء التدريجي لهذه الشخصية الرسالية والحركية الهادفة لنشر الوعي الثقافي في المجتمع وهذا الخط الذي بلغ ثقافة الدعوة المتمثل في رعيلها الأول من خلال النشرات والندوات التي عقدت في النوادي والمساجد في تلك الفترة ولحد الان لم تزل القائمة تبعث روح الطمأنينة إلى الشعب الواعي والمشروع قائم رغم ضراوة التحديات على المستوى الداخلي والخارجي اللذين يردان عزوف الشباب والأمة عن قيمهم ومبادئهم والدعوة والدعاة وأنصارهم هم النسيج المستوحى من كتاب الله والقيم السامية .
إن الحركة الاسلامية جعلت من الحراك التوعوي بين الشباب والسخونة التي شهدتها اعواد المشانق والتعذيب في زنزانات البعث ولو ان حكومة البعث ومرتزقتها الذين لم يغفلوا هذه الحركة ولم يكن بمقدورهم تجفيف منابعها بل هذه المطاردة لم تزل قائمة في قاموس الحركة الاسلامية ولم يكن حزب الدعوة عنها ببعيد وفشلت حكومة البعث عن هذا التصدي القائم ويشهد على هذا التقارير المركزية للمؤتمر السابع والتاسع الذي لم تغفله الذاكرة التي فشلت فشلا ذريع في عملية استقطاب الشباب المتطلع إلى دولة الإنسان وهم يرون الحزب الفاشي عميل مرتزق منحرف فكرياً وعقدياً.
إن الذين يمشون على الارض حقاً هم الملائكة التي تمشي عليها ارواحهم نقية طاهرة ارواح عاشت لتنير الطريق كما هي عقول فجرت الوعي لعامة الناس وهذا السجل للتأريخ يسرد افعالهم فوجد اقوالهم مارست دورها الريادي في علو الكلمة وإعطاء الصور يستنشقها عبير الحرية حتى قيام دولة الإنسان وإقامة دولة الحق والعدل القائم الإلهي المنشودة وهي رسائل ترجمها المؤلف في دائرة معارف موسوعته التي ضمت الكثير من الدعاة وهذه الاثار وهذا الصراع يتجدد في كل فترة يحمله الهم الرسالي وجهاد النفس جهاد فكرية يمارسه الدعاة في مسيرتهم لذا تجد التضحية والإيثار دليل عملهم .
إن الجزء الاول الذي لم يأتي متأخراً لأن الكاتب كاتب عقدي وهذا الوفاء الذي لعب دور كبير في تقديم الصورة الابهى لهذه الموسوعة التي جاءت بعد خمسة عشر سنة من الجهاد والعطاء وذهاب سنين الظلام ودخول الحرية الفكرية بلباس الديمقراطية ودستور يحفظ هيبة العراقيين وهذا الظلام الذي جثم على صدر العراق ذهب دون رجعى تلاحقهم اللعنات أين ما ثقفوا ..
إن الذين ترجم لهم ثلة من المؤمنين الرسالين قضوا حياتهم في هذه الدعوة المباركة وانا اكتب عن صاحب الموسوعة والدعوة والدعاة في عامهم الثالث والسبعون من التضحية والدماء التي استباحها الظلاميين في تلك الفترة هذا العام يختلف عما ذهب ولن تتلاشى فيه الاحلام بل هي مستمرة في تحقيقها ومن قضى نحبه في مسيرة الدعوة حتماً ينظر في عالم الملكوت سيرة من بعده كيف قضاها وهم شهداء على من بقى منهم ومن لحقهم بإحسان والدعوة فكر وعطاء وجهاد ورسالة شارك بكتابتها الاوائل ولو كنت ارى الدكتور شلتاغ يشنف ابصارنا بسيرة الاوائل من الدعاة والذين هم بمثابة الرعيل الأول لبناء الدعوة الاسلامية المباركة وبما الحديث عن الجزء الأول ومن ترجم له فيه .
إن الجزء الأول ضم زهور الدعوة المباركة وعبيرها بين من مضى داعياً إلى الله لهم بالتوفيق ونضم الأمر والسيرة العطرة تحمل باقات اعواد المشانق لمن تسلقها شامخاً بعنفوان التضحية ترقص الروح نشيداً .. هذا الفعل من الأقوال والذي ترجمة اعمال والسيرة لمن حمل مشعل النور ليضيء به قبس التضحية جاء في الكتاب الأول من الموسوعة وفي صفحاتها المشرقة تقديم الداعية الدكتور على الأديب الذي ختم ما بدأ به سيرة الدعوة والمسيرة .
إن الدعوة التي وضعنا امرها نصب اعيننا عبر مسيرتها الخالدة وتحملنا المسؤولية تجاهها وهو تكليف شرعي في مواصلة الطريق ولا نغفل عنها وان شغلتنا المناصب السياسية التي من خلاله نضع الأسس مشروعنا الإسلامي مروراً بصاحب الموسوعة والتمهيد للحراك الإسلامي بأعوام مختلفة مارس الدعاة دورهم في تقديم مشروع رسالي قائم لهذه اللحظة معتمدين على اساطين اعلام الشيعة في تلك الفترة النائيني والحلي اللذين يريان جواز اقامة الدولة الاسلامية في عصر الغيبة إلى أن ختم مداد قلمه في عملية التكامل الدعوي والتغيير الذي يمارس من قبل القوى الاستعمارية في التنفيذ في مكرها وخيبة الأمة اتجاهاه مشروعها الخبيث وأن الدعوة ودمائها وعرق تضحياتها هما سبب انتشارها في العراق واليمن وسوريا والبحرين ولبنان وكل بقاع الارض تجد الوعي ومنارات فكرهم يتجلى ربيعاً فكرياً ساري المفعول.
إن الثمان والعشرون سيرة ومسيرة داعية لدليل وعي الدعوة ودعاتها الأوائل وهذه رجالها ونسائها اللواتي يمارسن دورهن في حمل مشعل الدعوة عالياً والطريق المتشابك طريق ذات الشوكة وسط انحطاط غيرهن ممن يحملن شعار التحرر والضياع وهذا طريق الرسالة والدعوة بقى شامخ برجاله ونسائه وفكره وهؤلاء سبقونا بمداد قلمهم ودمائهم وعرق تضحياتهم يضاف دليل آخر في عملية النضج الرسالي الفكري ولم تكتفي الدعوة بهؤلاء بل العطاء والتضحية مستمرة حتى قيام دولة الانسان .يتبع.