23 ديسمبر، 2024 4:23 م

وصفة “ماركيز” السحرية للوعود “الانتخابية”

وصفة “ماركيز” السحرية للوعود “الانتخابية”

…وفيما هو يتكلم كان مساعدوه يلقون في الهواء بمحموعات من الطيور المصنوعة من الورق، وكأنما دبت الحياة في المخلوقات الصناعية فتطير حول المنصة الخشبية ثم تتجه الى البحر. وفي نفس الوقت كان رجال آخرون ينقلون أشجارا صناعية من العربات ويزرعونها في التربة الصخرية خلف الجمع المحتشد…حيث أقاموا واجهة كرتون رسموا عليها بيوتا من الطوب الأحمر لها نوافذ زجاجية، وبهذه الواجهة “المصطنعة” غطوا أكواخ الحياة الحقيقية!

قدم السناتور لحديثه باقتباسين باللغة الاتينية حتى يعطي وقتا أطول لرجاله الذين ينصبون ديكورات المهزلة، ثم قدم وعودا لمستمعيه بأنه سيجلب لهم الآت خاصة لاسقاط المطر، وجهازا متنقلا يجعل الحيوانات عشارا فتلد وتتكاثر الثروة الحيوانية، وزيوت السعادة والخصب التي تجعل الخضروات تنمو في الأرض الصخرية وشتل البنفسج لتوضع تحت النوافذ…وعندما رأى أن عالمه الخيالي قد اكتمل، أشار اليه: “وهكذا ستكون الامور أيها السيدات والسادة، انظروا هكذا سنكون”!

…وحين سمع التصفيق النهائي، رفع رأسه ونظر بخيلاء، ثم قال في نفسه “اللعنة على هذه المهارة السياسية”! (اقتباس عن قصة قصيرة لماركيز نشرها عام 1970 بعنوان “الموت رابض وراء الحب”).

كان ممثلا مشاغبا وصعبا ومتمردا ولا يميل كثيرا “مارلون براندو”كوبولا لوحات كبيرة أمامه المخرج لحفط النصوص…وقد وضع له الشهير…وتطورت هذه التقنية “المضللة” “العراب” ليقرأ نصوص فيلموأصبحت تستخدم من بعض كثيرا (وأصبح من الصعب كشفها) لاعطاء ومرشحي الانتخابات بأشكالها القادة والمشاهير والأدعياءون من الورق أمامهم وانما والانطباع بأنهم خطابيون متمرسون لا يقرأ، كذلك فنحن نلحظ ذلك هم حافظون لكلمتهم ومؤثرون وصادقون

ليل…فأحذروا الدجل والتضلدى مذيعي ومذيعات المحطات الفضائية!ولا تصدقوا كل ما ترون والانبهار

، فاني سأتجرأ والآن بعد هذا الاقتباس المعبر والاستهلال المؤثر:واعلن ما يلي

اعلن انا العبد لله الفهلوي الفئوي الجهوي المتعصب الديماغوغي الشللي الاستعراضي المتشدق المنظر الطموح المغرور المنتفخ المنتفع اليساري الليبرالي البرجوازي الهلامي “المبذر” البخيل اللئيم الخسيس الانتهازي الدجال العبقري المبدع الاستثنائي ترشيحي لكافة أشكال الانتخابات “المهنية والثقافية والأدبية والسينمائية والثقافية والبرلمانية والسياسية”…فالرجاء ان تنتخبوني بلا تردد، لانكم لن تجدوا لي مثيلا!