تعتبر مهنة الطب من المهن الانسانية العلمية القديمة الحديثة بتقنياتها المتجددة , ولا يدخل كليات الطب بمختلف اختصاصها وتنوعها من الطلبة الا من ذوي المعدلات العالية التي تتخطى 95% وهي مهنة حساسة بالنسبة للمهني والحرفي, ويتوقف عندها المريض بشفائه او تدهور حالته الصحية واحياناَ الذهاب به الى الموت الزؤام ,للأسف الشديد في بلد غني مثل العراق تكثر وتنتشر فيه العيادات الخاصة للأطباء والصيدليات التي اصبح اغلبها الحصول على الربح الغير شرعي والجشع المستديم , واصبحت لا علاقة لها بالقيم الانسانية وهمهما المتاجرة بحياة الفقراء والمساكين , كثير من الاطباء عديمي الضمير والانسانية يتفق مع صيدلية مجاورة او قريبة من عيادته بـ “قومسيون ” قدره “فيفتي فيفتي ” أو أقل أحياناَ أي نصف قيمة العلاج بنحو 50% , واصبحت هناك اشبه بالبورصة “المشبوهة ” ما بين الطبيب والصيدلية حيث إجبار المريض بشراء العلاج من الصيدلية التابعة لعيادة الطبيب الذي عالجه, وهو يكتب وصفة طبية ” مشفرة ” لا يقرأها الا السيد “ابو علي الشيباني ” أو ذلك الصيدلي ” الملهم الجشع” , ولم يكن للمريض الا اللجوء لتلك الصيدلية من مبدأ “صاحب الحاجة أعمى لا يرى الا قضاء حاجته ” , وغالباً ما يتعب المريض من اللف والدوران في الازقة والشوارع للبحث عن علاجه دون جدوى حيث ان “الوصفة ” لا يستطيع قراءتها اصحاب الصيدليات البعيدة عن عيادة الطبيب “المعني ” , فضلاً عن صرف بعض الأدوية التي لا يحتاجها المريض والتي يرافقها أحياناً ” الاشعة والسونار والتحاليل ” التي لا يحتاجها المريض , بقدر اتفاق هؤلاء الاطباء الجشعين مع تلك المراكز الصحية والمختبرات , ويرى اغلب المرضى أن هناك ملاحظة دقيقة , الا وهي ان بعض الصيدليات تضع ختم الوصفة اشارة “خبيثة ” لذلك الطبيب ليعرف أنها مجهزة من قبل الصيدلية التي يتعامل معها بطريقة غير انسانية وغير مشروعة و” حرام في حرام ” ,فضلا ان بعض الصيدليات الاخرى تضع اكياساً خاصة تحمل اسم الصيدلية بالاتفاق مع هؤلاء الاطباء كـ “دلالة للتعريف ” , مجهّزة من قبلهم، وأن بعض الصيدليات باتت لا تصرف وصفات اطباء معينين , ولا يشعر الناس في الوقت الحالي بالرضا عن تلك الحالات اللا انسانية لمهنة الصيدلة , بسب الممارسات الخاطئة وبيع أدوية منتهية الصلاحية “أكسباير ” بالإضافة الى ارتفاع اسعارها الى حوالي خمسة اضعاف سعرها الحقيقي , ويمكن ان تتلخص مهنة الصيدلي بعدم اعطاء الدواء للمريض دون وصفة طبيب مختص دون اختياره وقد يكون المريض في غنى عنها, وكثيراَ من الصيادلة في العراق يجعل نفسه طبيباَ مختص يمارس مهنة الطب التي هي ليس من اختصاصه مطلقاَ, وقد نجد تهافت المرضى من الفقراء على تلك الصيدليات دون اللجوء الى طبيب مختص وذلك لارتفاع اسعار كشفيات الاطباء التي تتجاوز احيانا الـ “50” الف دينار يرافق ذلك اجور الاشعة او السونار والتحاليل بالإضافة الى وصفة الطبيب العلاجية التي تصل احياناً الى اكثر من “200” الف دينار , وهو مبلغ خيالي مرتفع يساوي حوالي نصف راتب المتقاعد, ولوحظ في الآونة الاخيرة ان عدد غير قليل من الاطباء “الجشعين ” يسعون للإثراء وشراء العقارات والفلل خارج العراق او داخله على حساب المرضى من خلال تلك الاعمال السيئة التي لا تمت لمهنة الطب الانسانية لا من قريب او بعيد, اما السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو : هل هناك معالجات يمكن اللجوء إليها للحد من هذه العلاقة المشبوهة بين الصيدلي ووصفة الطبيب “المشفرّة ؟