استكمالا للحلقات السابقة نبحث في أبعاد وصايا المرجعية
الوصايا في أهميتها تحتوي على الكثير من القضايا التي تعالج توفير الحماية والاهتمام بالمرأة والطفل في ظل الظروف التي تمر بها بعض المناطق في العراق او خارجه بما تمثله حالة الارهاب من سياسة وشوفينية لم تترك رحمة للطفل أو المرأة بل سلبت حقهم في الحياة وجعلت من المرأة وعاء لملذاتهم السادية والغير أخلاقية كما جعلت الاطفال عرضة للدخول في مضمار العمل المسلح وتعليمهم على كيفية قتل وذبح الاخرين وهو ما يخرج على تعاليم القرآن الكريم في كيفية التعامل مع الأطفال ومراعاته وفي ذات الوقت يعتبر خروجا على نظام الانسانية وما أقرته من عناية للطفل في الأنظمة الوضعية .
جاء في الوصايا السيد السيستاني يؤكد على فعل وقول الرسول الاكرم (ص) وهو ما يفند بذلك إدعاءات هذه التنظيمات الارهابية في انها تقيم العدل والمساواة بين الناس وكأنهم يطبقون رسالة نبي الانسانية ويلتزمون بالحدود التي أقرها القران الكريم وهو كذب على الله ورسوله نتيجة الافعال الاجرامية التي نفذوها طيلة الفترة الماضية حيث يسلط المرجع الضوء على هذه المفردة من خلال حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الى أتباعه عندما يخوضون أي معركة ضد المشركين والذين يناصبون العداء للمسلمين بالقول ( كان رسول الله – صلّى الله عليه وآله ـ- إذا أراد أن يبعث بسريّة دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول سيروا باسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله (ص) : لا تغلوا، ولا تمثّلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبيّاً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجراً إلاّ أن تضطرّوا إليها) من هنا نجد
ان التأكيد في رسالة الاسلام هو الحفاظ على أرواح الناس وهم مشركين وليسوا من أبناء الاسلام او الديانات الاخرى وهذا التحديد مهم في وصية الرسول عليه الصلاة والسلام والتي يؤكدها بقوة السيد السيستاني خلال المواجهة مع تنظيم سادي وإرهابي مثل داعش الذي لم يترك طفلا أو امرأة او شيخا كبيرا خلال إلاّ وقام على تصفيته او الاعتداء عليه او تجنيد الاطفال كما يحصل اليوم وزجهم في لهوات الحروب والموت المجاني ،، هذه الطفولة التي يجب ان نحافظ عليها ونرسم على شفاههم بسمة الخير والأمل في الحياة يقوم داعش بتدريبهم على التفخيخ والقتل وهو خارج المفاهيم والأعراف الانسانية وهي حقوق بالأساس نص عليها القرآن الكريم وسنة رسول الله (ص) ، ثم تصل المرجعية في تلك الوصايا الى الابعاد الانسانية والحفاظ على ارواح الناس والتساهل حتى مع من استسلم لتهديدات المجرمين والتعامل معهم بحسن النية والاخلاق كي يعينونهم على الأعداء وهذا يتطلب أخلاق الاسلام الصحيحة التي يمثلها أبناء الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية فيقول في الفقرة 14 من الوصايا ( وكونوا لمن قِبَلكم من الناس حماة ناصحين حتى يأمنوا جانبكم ويعينوكم على عدوّكم ، بل أعينوا ضعفاءهم ما استطعتم، فإنّهم إخوانكم وأهاليكم، وأشفقوا عليهم فيما تشفقون في مثله على ذويكم، واعلموا أنّكم بعين الله سبحانه، يحصي أفعالكم ويعلم نياتكم ويختبر أحوالكم) أنا اعتقد أن العالم عليه أن يعي حقيقة كاملة بأن المرجعية الدينية في النجف الاشرف التي يمثلها السيد السيستاني اليوم تتكلم باسم الإسلام الموحد وباسم الوطن الواحد وهذا الخطاب الجمعوي والوطني يوحي بالمسؤولية الكبرى التي تتبناها المرجعية للحفاظ على أرواح المسلمين وباقي الديانات جميعا على الاقل فيما يخص الجغرافية العراقية وان كانت المرجعية في خطاباتها تخص الانسانية جميعا في العالم دون حدود.