22 ديسمبر، 2024 9:12 م

وشهد شاهد من أهلها

وشهد شاهد من أهلها

أکثر مايميز نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إنه نظام يجمع في ثناياه مختلف أنواع التناقضات ومختلف أنواع الانقسامات والاختلافات الحادة، ومن دون شك فإن هذا العامل بإضافته لعوامل أخرى، وخصوصا الدور والنشاط اکدٶوب والحثيث للشبکات الداخلية لمجاهدي خلق داخل إيران، قد ساهم ويساهم في کشف وإظهار هذا النظام على حقيقته البشعة التي طالما سعى من أجل التغطية عليها.
التصريحات الاخيرة التي أدلت بها فائزة هاشمي رفسنجاني، بشأن التدخلات الکارثية للنظام الايراني في سوريا وماترکته وتداعت عنه من نتائج بالغة السلبية على الاوضاع في إيران، حيث قالت في مقابلة مصورة، اليوم الجمعة، على صفحة إنستغرام الخاصة بموقع “إنصاف نيوز” الإيراني: “لقد استشار سليماني والدي قبل ذهابه إلى سوريا وأبلغه بألا يذهب”. وتابعت: في ذكرى اغتيال سليماني، لا نسمع أحدا يتحدث حول ما فعله. لكن والدي يتمتع بذكاء وبعد نظر، وقد نصحه بعدم الذهاب وكان على حق” بل وإن فائزة قد ذهبت أبعد من ذلك لتٶکد حقيقة الانقسامات الحادة التي تعصف بالنظام عندما انتقدت سياسة نظام “المقاومة” متسائلة: “ماذا أنتجت تصرفات سليماني وسياستنا المقاومة؟ ماذا حققت لنا في مجالات الاقتصاد والحريات والسياسة الخارجية؟ مضيفة “سياسة المقاومة لم تترك لنا شيئا لنفخر به.”، ومع ملاحظة إننا لسنا نميل الى موافقة فائزة في طروحاتها لأن والدها کان أحد المشارکين الرئيسيين بإيصال الاوضاع والامور الى المنعطف الخطير الحالي، غير إننا مع ذلك لابد لنا من الاقرار بأهمية هذه التصريحات کونها تميط اللثام عن الحقيقة الکريهة للنظام من حيث تدخلاته المشبوهة في سوريا ومن إنها ليس لم تکن في صالح الشعب الايراني فقط وإنما جلبت عليه وبالا.
تصريحات أبنة رفسنجاني في حقيقة أمرها تٶکد مصداقية ماقد کانت تٶکد وتشدد عليه المقاومة الايرانية دائما بشأن التأثيرات والتداعيات بالغة السلبية لتدخل النظام في سوريا وإنه في غير صالح الشعب جملة وتفصيلا، وإن هذا التصريح بمثابة تصريح شاهد من النظام نفسه لأن فائزة ووالدها کانا جزءا من النظام الدموي القمعي ولعبا دورهما من أجل تقوية وترسيخ دعائم هذا النظام لکي يفتك بالشعب الايراني، حيث إن هذا النظام الديکتاتوري کان أساسا کسلفه نظام الشاه ولم يکن بإمکانه أن يخطو خطوة واحدة في صالح الشعب وإنما کان کنظام الشاه جل همه المحافظة على نفسه وضمان بقائه وإستمراره ولذلك کان متوقعا منه أن يقوم بهکذا دور ويتدخل الى جانب نظام ديکتاتوري قمعي کنظام الاسد ويصطف الى جانبه من أجل مصالحه الضيقة التي لا ولم ولن تعني الشعب الايراني بشئ.