مهما تكن النوايا التي تقف خلف أعتصام عدد من اعضاء مجلس النواب فهي تصب في مصلحة الشارع العراقي الذي يغلي من فرط ماحل به من ظلم وحيف ناتج عن سياسة ساسته المبنية على الغش والخداع والمحاصصة الطائفية القذرة والتي جائت بالويلات والأزمات للعراق والعراقيين .
ومهما تكن نوايا المعتصمين النواب فهي بلا شك ستكون في خدمة العراق والشعب العراقي لأنها أعتصامات معلنة وبخطابات واضحة تقول بضرورة مغادرة المحاصصة وتحريم الطائفية وأسقاط سطوة مايسمى برؤساء الكتل الذين خربوا العراق وساهموا بشكل فاضح في سرقة ثرواته .
العالم بأسره يعرف ان العراق بلد ثري وفيه من الخيرات ماتجعل كل مواطن فيه سيد يعيش بكرامة وبالمقابل اليوم كل العالم يتحدث عن فضائح ساسة العراق وهم يسرقون أموال البلاد ويدفعون بالعباد الى المهالك حتى طفح الكيل . ومن مخزيات الزمن أن أحدهم متهم عالمياً على أنه مرتشي وقد باع حقول النفط العراقية والشبهات تطارده في كل مكان لكننا نرى هذا الشخص وهو يجلس مع جهات تدعي انها رئاسات ليوقع على وثيقة سميت من قبلهم وثيقة الشرف . ولا أدري هنا كيف لمن فقد شرفه أن تطلب منه موقف فيه شرف ؟؟؟
منذ أكثر من 8 أشهر والشارع العراقي ينتفض وينتظم في تظاهرات اسبوعية للمطالبة بتغيير شامل للسياسات التي اتبعت منذ المجرم بريمر . ويخرج علينا أضحوكة الزمان حيدر العبادي بحزمة اصلاح أولى وثانية وثالثة ووو ولم يحقق فقرة واحدة منها سوى أقالة نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء . وكل يوم يمر يزداد صعوبة على المواطن فقر وجوع ونقص خدمات وبطالة .
وبنفس الأتجاه يصر بعض الطائفيون من رؤساء الكتل على أهانة الشارع العراقي والتمادي في ظلمه ليستمر مسلسل نزيف الأموال والدماء لأن هؤلاء تعودوا العيش في حال عدم الأستقرار . وأن استقرار البلاد يعني نهلية ظلمهم وسرقتهم للمال العام وبالنتيجة فهم يعملون كل شيء من أجل بقاء الوضع على ماهو عليه الآن ومن فرط جبنهم وعمالتهم نجدهم يعتمدون على امريكا وايران وغيرها من دول المحيط .
لكن اليوم تغير الحال عندما تمادى مايسمى برؤساء الكتل في التجاوز على الشعب والبرلمان فأنتفض عدد من أعضاء البرلمان ليقفوا بالضد من سفالة وعمالة الرئاسات وهي توغل في اهمال الشعب وظلمه فتقرر أن يتخذ مجلس النواب مساراً آخراً ينحاز للمواطن وليس للكتل . فتعاهدوا واتخذوا قراراً بأقالة الرئاسات الثلاث كأصنام تعبث بالبلاد وقد أقيل الصنم الأول وهو رئيس مجلس النواب والذي أثرى على حساب المواطن وشارك في عمليات تشكل صفقات تجارية مشبوهة حسب ما قيل عبر مواقع اخبارية وتواصل اجتماعي كما انه احد الموقعين على وثيقة تكرس المحاصصة الطائفية وتبعد النهج الوطني عن ادارة البلاد
اليوم سقط الصنم الأول وهو رئيس مجلس النواب سليم الجبوري والذي اشيع عنه على أنه انتهزفرصة مايسمى بحكومة التكنوقراط وعقد صفقة مع العبادي وقدم ثلاث وزراء متناسيا الذين دعموه من اتحاد القوى لكي يكون رئيسا لمجلس النواب ومن المعروف ان بعد أن تبؤ مركز رئيس مجلس النواب اشترى بيتا في إحدى العواصم العربية وبالتحديد (عمان) وجاء الى رئاسة مجلس النواب بقرار من الولايات المتحدة الأمريكية و دولة إقليمية اخرى وتم إسقاط كل تهم الإرهاب بحقه وتناسى أهله في ديالى وفي المرحلة الأخيرة وافق على كل ما حصل من تجاوزات في ديالى فهل هذا موقف سليم او الاخوان المسلمين الذين ينتمي إليهم. وقد أوغل الجبوري في التعامل الخاطي مع الوضع في العراق وهو لم يقدم خدمة واحدة للشعب العراقي كما لم يساعد في تمرير قانون واحد يحقق شيء للمواطن .
اليوم سقط صنم سليم الجبوري وغدا سيأتي الدور على بقية الأصنام .. عاش العراق وعاش شعب العراق الأبي وتباً للطائفية والمحاصصة وتباً لكل عميل يتعكز على عكاز أمريكي أو أيراني أو أقليمي …
[email protected]