وسائل الإعلام العالمية الكبرى تجاهلت ما حصل في البلاد من تظاهرات سلمية , تم مواجهتها بالسلاح مما أدى إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى , وأعقبتها أساليب تعذيب وإعتداءات متوحشة , وإعتقالات وإختطافات وتهديدات ومداهمات مروعة.
ترى لماذا هذا الصمت الإعلامي من قبل وسائل إعلام تدّعي أنها تهدف إلى إظهار الحقيقة وتدافع عن حقوق الإنسان , وتقف إلى جانب الذين يريدون نيل حقوقهم المشروعة؟
إن هذا الصمت يثير أسئلة , ويعرّي مصداقية الوسائل الإعلامية المتجاهلة أو الصامتة عن قصد.
فهل إستلمت أموالا لكي تصمت؟
وهل هناك جهات متنفذة إقليمة تتحكم بها؟
عندما تخرج مظاهرة سلمية في أي بلد , وتواجهها الحكومات بالنار , تثور وسائل الإعلام وتتواصل في ثورتها ولا تهدأ , وحينما تساقط مئات العرقيين لفها الصمت الأبيد.
بل أن الحكومات الديمقراطية , لم تصرّح بما يدين القتل الفظيع للمتظاهرين , وإنما تعاملت مع الحالة وكأنها طبيعية ولا تستدعي النظر!!
مما يسوّغ الإستنتاج بأن سيادة الفساد وحرمان المواطنين من أبسط الحاجات الأساسية يخدم المصالح الإقليمة والعالمية , ولهذا فأن القوى المستفيدة بمنابرها الإعلامية , لا يعنيها من أمر الشعب وأحواله ومعاناته سوى السيطرة على ثرواته وواردات نفطه.
والفساد من أهم الوسائل لنهب ثروات البلاد والإستحواذ على حقوق المواطنين , وتغفيلهم وتنويمهم بأفيون الدين المبين , وذوي العمائم الكبيرة المهيمنة على الفساد تتنعم بغنائمها ومشاريع إبتزازها وإستهتارها بالقيم والأخلاق والدين.
ويبدو أن الصمت الإعلامي العالمي من أجندات إفتراس البلاد وتدميرها وإلغاء هويتها , ولا بد للشباب الصاعد أن يعيد للبلاد هويتها وسيادتها وعزتها وكرامتها , وثرواتها التي تنزفها إلى خارج الحدود , لمنفعة أساطين الفساد المعممين بالضلال والبهتان والدجل المهين.
فهل من قدرة على إستعادة الوطن من مخالب المفترسين؟!!