23 ديسمبر، 2024 8:50 ص

وسائل الإعلام العربي…والتبعية

وسائل الإعلام العربي…والتبعية

اصبحت وسائل الإعلام  تتمتع بأهمية كبيرة في العصر الحديث. فقد أضحت  هناك حاجة ملحة وحقيقية لمتابعة الأحداث والأخبار في كل مكان في العالم وخصوصاً في عالمنا العربي نتيجة الاحداث التي المت به في الاوان الاخيرة، ويرجع الفضل في ذلك التطور العلمي والتكنلوجي المعاصر ، حيث يعد الاثر الاكبر في ذلك الى  انتشار استخدام  البث الفضائي والتلفزيوني والهوائي والإنترنت والصحف والمجلات باختلاف أنواعها واتجاهاتها مما أدى إلى سرعة انتقال المعلومات بكل سهولة ويسر.

 والإعلام بوسائله المتعددة يؤثر تأثيرا كبيراً في توجيه الرأي العام، ويعتبر وسيط التغيير، فهو الذي يخلق وعياً لدى الجماهير كما أنه يروج لأفكار صالحة ومفيدة وطالحة ومشبوهة ومسيسة من جهة اخر. ويكون التأثير الإعلامي كبيراً عندما يتمتع المجتمع بحرية التعبير  والانضباط الاخلاقي التي تعني الحق في نقل الأفكار والآراء والمعلومات بدون قيود حكومية  مؤدلجة بهدف تشجيع نقل الأفكار التي تتيح سهولة الحصول على المعلومة وتسخيرها لصالح المجتمع. إلا أن هذه الحرية ليست مطلقة فهناك أخلاقيات المهنة التي تحكمها في الأساس أخلاق عامة مثل الصدق  والحيادية والشرف والنزاهة والامانة، وإلى ما شاكل من أخلاقيات، والغرض منها في النهاية هو تحسين الأداء الإعلامي والتحكم في وسائل الإعلام لصالح عامة الناس.

 ومن اللافت للنظر ذكرت دراسة لمركز الخليج للدراسات الإستراتيجية أن ‏وسائل الإعلام العربية لا تعبر بالدرجة المطلوبة عن مشاكل وهموم  وطموحات المواطن العربي ‏وان اختلفت درجة ذلك فيما بين هذه الدول.
لقد أخذت معظم وسائل الإعلام العربية منهج التبعية للإعلام الغربي في معظم برامج عملها مما ينظر بوجود كارثة كبرى له دواع ومردودات خطيرة، فوسائل الإعلام تعكس الكثير من القيم والعادات وأساليب الحياة، ليس لكونها تعبر عن الواقع والحقيقة وإنما لتلبية بعض حاجات المجتمع، فقد بدات بعض وسائل الاعلام العربية بترويج بضاعة فاسدة من خلال عرض واعداد برامج هابطة تخدش الذوق العام من خلال عرض مسلسلات وبرامج تحمل سموماً وافكاراً مشبوهة واضحت صالات مجانية لعرض الازياء و المقاطع الخليعة ونشر مفاهيم غير صالحة للنشر تاثر سلباً على عادات وقيم الشعوب العربية.
ان المتابع لبعض القنوات الفضائية العربية وللاسف الشديد يجد في نفسه مرارة من خلال ما تعرضه هذه القنوات، لقد افتقرت هذه القنوات الى عرض البرامج التنموية والتطويرية التي تتعلق ببناء الانسان وتنميته او حتى بناء الدولة من النواحي الاقتصادية والعلمية والاجتماعية ويلاحظ ان هناك انحرافيا وميولاً منهجياً بل حتى أخلاقيا في أداء بعض من هذه القنوات وأصبحت بعض القنوات الفضائية تخصص جزءا من برامجها لبث إعلانات لبضاعة تافه وبوجه قبيح تناست معايير الأخلاق وراحت تتهافت وراء الدنانير والدولارات . وكأنه أصبحنا كمتلقين نتلقى إعلاماً موجهاً من نفس وسائل الإعلام التي يقومون عليها أبناء جلدتنا ناهيك عن الإعلام الغربي الموجه بصورة شرسة تجاهنا.

 لقد وقع كثير من الإعلاميين في فخ بعض ضعفاء النفوس القائمين على إدارة تلك وسائل الإعلام.
ولا اريد التعميم فربما هناك بعض من وسائل الاعلام سواء كانت فضائيات او محطات او منتديات تبادر الى تحسين انتاجها الاعلامي لكن ليس بمستوى الطموح بسبب عدم امكاناتها المادية ولاسباب اخرى.

وأخيراً فان مخطط انهيار الإعلام العربي بدا يدق ناقوس الخطر ويشكل تهديدا حقيقياً على قيم وعادات مجتمعنا العربي بسبب تأثر الإعلام العربي بالإعلام الغربي وخصوصا في الوجه الفاسد منه، وحتى أكون منصفا يجب ان نستفيد من جوانب الإعلام الغربي بالأشياء الحسنة منه وعكسها بصورة تتماشى مع حاجات وقيم وعادات مجتمعاتنا.