بات الإعلام الرقمي القائم بالأساس على مشاركات الأفراد لصور وفيديوات لأحداث آنية يشهدها الشارع في بث مباشر سواء على حسابات “فيس بوك” و”تويتر” أو عبر القنوات الخاصة على موقع “يوتيوب” وهو من أكثر مظاهر تكنولوجيا الاتصال الحديثة التي نجحت إلى حد كبير في فتح فرص جديدة أمام الأفراد للتفاعل، فالاعلام الرقمي مرحلة انتقالية بالغة التغيير في شكل الحكومات العربية والمجتمع المدني وقد بلغ الإعلام الرقمي ذروته في العراق اثناء الحرب على داعش 2014-2017 ، حيث البعد الامني الذي تفوق على كافة الأبعاد الأخرى بل ساعد الإعلام الرقمي على سرعة معرفة المعلومات الامنية والعسكرية التى قد تساهم فى تشكيل الإتجاهات لدى الأفراد بناء على وعيهم بالأوضاع التى يمر بها العراق.
وما يميز وسائل الإعلام الرقمية من وسائل الإعلام التقليدية ليست رقمية للمحتوى فقط ولكن علاقتها التفاعلية مع المتلقي ومن أكثر الفئات التى تأثرت بالإعلام الرقمي فئة الشباب تلك الفئة التي من خلالها حصل تفاعل كبير في نقل المعارك مع داعش ولم يقف هذا التأثير عند المعارك فقط بل امتد ليشمل الأوضاع السياسية كافه من متابعة ملف الانتخابات ونقض الشخصيات السياسية والتفاعل السياسي من خلال الحملات الانتخابية واستخدام الإعلام الرقمي للدعاية للمرشحين وما إلى ذلك من أنشطة سياسية وتفاعل بين الشباب لبناء الوعي السياسي لديهم، فأصبح لتلك التقنية الحديثة فى مجال الإعلام الدراسة والبحث المتعمق لمعرفة أبعاد ما يطلق عليه البعض المجتمع الرقمي الذي أصبح جزء من حياة الشعوب فقد ساهم الإعلام الرقمي في التنشئة السياسية الذاتية لدى الشباب فتلك التنشئة لا تتبع جهة أو مؤسسة ما ولكن هي تعرض مباشر من الفرد إلى ما ينقل اليه من معلومات حيث يمتلك الفرد مطلق الحرية في التعرض للمحتوى الذي تعرضه الصفحات والمواقع، فضلا عن طبيعة الاعلام الرقمي التي تسمح بالحوار والانتقاد المستمر للأفكار والرؤى المطروحة من جميع الأطراف ، تلك العوامل قد تؤدي في مجملها إلى تحولات في وعي المجتمع العراقي بصفة عامة والشباب الجامعي بصفة خاصة فقد بدأ الشباب يتشبعون بالكثير من المعلومات لا سيما القضايا السياسية والإجتماعية أو فيما يتعلق بنظرتهم إلى طبيعة التحديات التي أفرزتها هذه التحولات على المستوى الوطني أو المستوى الذاتي تلك التحولات من الممكن أن تدفعهم للمشاركة الفعلية في الأحداث السياسية والتي تأتي على رأس تلك الأحداث الإنتخابات البرلمانية 2018.