18 ديسمبر، 2024 11:03 م

وزير من حصة الجميع

وزير من حصة الجميع

اليوم كنت ضمن وفد اتحاد الصحفيين الزائر لوزارة الثقافة التي يرى اغلب المثقفين والادباء انها سلبت او اغتصبت منذ خروج اخر وزير مثقف منها وحولت الى سهم تتقاذفه المحاصصة بعيدا عن المثقفين اذ يدير دفتها ارهابي مرة وعسكري اخرى وبعيدا عن الثقافة ثالثة حتى فقد اصحاب الهم الثقافي باستردادها او استعادتها من ايدي المغتصبين وفقدوا كل امل بذلك حتى لعبت الصدفة دورا لم يكن بالحسبان بعد ان اختلف المتحاصصون على من يكون حاكما على الثقافة او تكون من حصته السلطة على الثقافة في العراق حد العجز والقبول بحلول لم تكن في حساباتهم وكان احد هذه الحلول الاتيان بوزير من خارج اسوار المحاصصة ولايفهم لغتها .. نعم لقد جاءت الصدفة المحضة بآثاري كرس جل وقته وحياته للعيش بين اطلال امم خلت وقرون سبقت ليكشف اسرارها واسباب نجاحاتها في اشادت حضارات دامت شامخة اثارها حتى اليوم . لقد انتقل الوزير بغفلة محاصصة من الماضي الى مواجهة الحاضر . في زيارة اليوم التي كانت للتهنئة بالاستيزار والتي لاتحتمل غير المجاملات والامنيات حدث شيء لم يكن في هكذا جلسات اذ اظهر الوزير اطلاع كامل على المشهد الثقافي وماحصل فيه من تخريب واهمال وطلب تظافر الجهود من اجل النهوض بالثقافة العراقية من جديد واصر على ان وزارة الثقافة هي حكومة والحكومة يجب ان لاتراقب الابداع ولاتحجر عليه ولاتضيق عليه لكن ممكن ان تكون داعمة او ساندة وقد تكون راعية في جانب ما ورفض الوزير التفاوت الحاصل بين التشكيلات المهنية بقوة واعية واكد على اننا نعيش زمن فيه فسحة ديمقراطية كبيرة وليس زمنا شموليا لكي تكون للصحفيين او الفنانين او الادباء مرجعية واحدة موروثة من الزمن الشمولي ويمسك بجلابيبها اشخاص يبحثون عن فرض سطوتهم وسيطرتهم على الاخرين . لقد طمان وزير الثقافة اليوم رئيس اتحاد الصحفيين والوفد المرافق له بالمساواة والعدالة التامة فلا تفضيل للنقابة على الاتحاد ولا تفضيل للاتحاد على النقابة كلاهما رافد يصب في نهر الاعلام والصحافة والثقافة والتقديم والتفضيل يكون بموجب المنجز المقدم من هذا الطرف او ذاك , وكان كلام فعلا يثلج الصدر وينسينا ما تركته المحاصصة البغيضة من شروخ في جسد الصحافة خصوصا والثقافة عموما . شكرا للرياح الطيبة التي حملت هذا الوزير الى كرسي وزارة الثقافة