23 ديسمبر، 2024 1:37 ص

وزير خارجية العراق راسب في الجغرافيا

وزير خارجية العراق راسب في الجغرافيا

عنوان سيضحك منه البعض وسيتهزيء به البعض الأخر, وسيتهكم منه أخرون, بل وستخرج عنه قصص وحكايات, ولكن في الواقع , هذه الحقيقة التي ستفاجأون بها ..ياسادة أكتشفنا أخيراً نحن العراقيون أن الرافدين اللذان أنعم الله بهما على العراق منذ الأزل والخليقة, ليكونا مصدر الحياة والنبات والرزق والأمل وحتى الحب والعشق, ينبّعان من داخل الأراضي الإيرانية, بالطبع كلنا جهلة في الجغرافيا والخرائط والرسومات, وكل علماء الدنيا الذين أذهلوا البشرية بإكتشافاتهم ,وكان لهم الدور في رسم الحدود الطبيعية والمصطنعة للدول والأقطار , كانوا على خطأ, وأنهم ساقوا لنا حججهم عن تلك البلدان عن غيّر درايّة أو علم , وربما عن قصد, لأنهم متأمرون على الدولة العراقية الحديثة التي أسسها الغزّاة ومن جاء معهم في 9 نيسان 2003.

الجغرافيا خادعة أحياناً, وكاذبة في أحيان كثيرة, وربما تبدلّ جلدها كالأفعى , وتغير لونها كالحرباء.. ولكن أن يغير نهران مثل دجلة الذي يبلغ طوله 1850 كيلومتر , والفرات الذي يبلغ طوله2800 كيلو متر, منبعهما ومجراهما بدون أن نعلم ويعلم العالم معنا , فهذا شيء لايصدقه عقل ولاتدركه عين.

لقد رحل عنا أبن بطوطة وكان أشهر رحالة جغرافيا في التاريخ ، حيث أنه زار بلادا كثيرا مثل مصر والسودان والشام والعراق وفارس واليمن وما وراء النهر بالإضافة إلى الصين والهند وبلاد التتار ، وقد ألف كتابا ليضع فيه باكورة رحلاته ,أسماه (( تحفة الأنظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار)) ، ترجم إلى اللغة الانجليزية والفرنسية والبرتغالية والالمانية ، وقد أمضى برحلته حول العالم 27 سنة ؛ دون أن يكتشف أن نهريّ دجلة والفرات ينبعان من إيران..

ومات الأدريسي , وهو من أشهر علماء و مؤسسي علم الجغرافيا ، وله إنجازات ومساهمات كثيرة في نظم المعلومات الجغرافية ، وكان يسعى إلى تحديد اتجاهات الانهار والبحيرات والمرتفعات ، بالإضافة إلى تدوينه

عن الكثير من المعلومات عن المدن الرئيسية وحدودها ، وقد استخدمت مؤلفاته في الكشوفات الاوروبية إبان عصر النهضة ، ومن أشهر مؤلفاته ((كتاب نزهة المشتاق في اختراق الافاق)) الذي يحتوي على رسومات وخرائط طورها الادريسي ولم تكن تستخدم قبله…مات الأدريسي وعينيّه تبكي على العراق لأنه لم يكتشف أن رافديّه ينبعان من الأراضي الإيرانية. وغيرهما الكثير من علماء الجغرافيا, الذين أتحفوا البشرية بإكتشافاتهم وعبقريتهم..

ولوكان هؤلاء العلماء أحياء ليومنا هذا للطمّوا الخدود وشقّوا الجيوب والثياب , وكسروا أصطرلاباتهم, ومزقّوا خرائطهم, وأشتغلوا كناسيّن في بيت وزير خارجيتنا العلامة إبراهيم كولمبس , مكتشف أن نهرّي دجلة والفرات ينبعان من الأراضي الإيرانية, لكم أن تتخيّلوا أن إبراهيم الجعفري, وزير خارجية العراق بلد الحضارات , وبلد النهرين, وخريج كلية الطب – جامعة الموصل ,ورئيس حزب الدعوة الإسلامي العراقي, ورئيس مجلس الحكم العراقي الذي أسسه بريمر بعد الإحتلال 2003, ورئيس وزراء العراق عام 2005, ورئيس التحالف الوطني الشيعي لمدة 8 سنوات, يصرح لقناة فضائية مصرية, أن مايربطنا بإيران تأريخ طويل من العلاقات والجيرة والجغرافيا, أقلها أن نهريّ دجلة والفرات ينبعان من إيران.

لوكان هذا التصريح قد خرج من عامل لا يقرأ ولايكتب لقلنا ضعف في التعليم, ولو كان من تحدث به فلاح لعذرناه وقلنا أن ظروفه لم تعطه فرصة الدراسة بشكا أفضل , أما أن يصدر التصريح من فيلسوف زمانه , والعارف بكل شيء , بل ويسمى من قبل أتباعه بالحكيم,فهذه كارثة مصيبة حلّت على العراقيين منذ عام 2004, وهو الذي قال في أحد لافتاته الإنتخابية عام 2010(( أنتخبوا القوي الأمين)), أي قوي وأي أمين؟, ومن ذا الذي يأتمنك على بلده وعلى تنفيذ سياسته الخارجية؟, إذا كنت لاتعلم أن أهم نهرين وأقدمهما في العالم , ينبعان من تركيا وليس من إيران .

لقد قلنا في مقالة سابقة , أن الدكتور إبراهيم الجعفري, لايصلح لهذا المنصب , ولا لأي منصب أخر, فالسيد إبراهيم في واد والعراق في وادٍ

أخر, أنه يتكلم بإسقاطات نفسية , ليس لها علاقة بالواقع, ويتحدث لساناً يعتقد أنه يتمنطق برؤوس المساكين من أبناء الوسط والجنوب , هؤلاء العراقيون بمختلف قومياتهم, وأديانهم وطوائفهم , يحبون من يتكلم بلهجتهم ,بأمثالهم الشعبية, وقصص دواوينهم ومضايفهم, أما من يتحدث لهم بالبوذية والكونفوشوسية, فهو خارج نطاق التغطية.

وزير خارجيتنا ياجماعة لايصلح للأسف – حاله حال بقية الشلة الحاكمة, وليست النخبة كما يحلو للبعض أن يسميها , فالنخبة تعني معاني الألمعية والقدرة والذكاء- إلا أن يكون في موقعه الذي جاء منه حملداراً , أو ريزخوناً أو رادودواً مع الرواديد , أو يعود لمنصبه الذي ركن فيه مدة 8 سنوات رئيساً للتحالف الوطني , حيث لايسمع له أحد ولاينتبه لرأيه الأعضاء الذين يجتمعون عنده خلال حضورهم اجتماعات التحالف الوطني العراقي .

أجد لزاماً على رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي أصدار أمراً بإدخال كل الوزراء والمسئولين العراقين في دورات تعليمية تبدء معهم من دور – دار إلى نهاية المشوار, يعلمونهم فيها المنطق وحسن الكلام, ويمرون بهم على قليل من تأريخ العراق وجغرافيته, وتسميعهم آيات القرآن الكريم التي تحظ على حب الوطن والأخلاص له , وحسن الإسلام والسلوك , وتحريم السرقات ونهب الأموال , والعطف على مساكين يبلغ تعدادهم 32 مليون نسمة مغيبين, مهمشين , محطمين , لمصلحة 500 شخص فقط ,هم أعضاء في الحكومة والبرلمان والمستفيدين حقاً من العراق الذي يسمونه جديد وثرواته.