مرت سنه تقريبا على اولى خطوات الاصلاح لرئيس الوزراء .. ورغم الجدل الواسع بين اطياف الشعب العراقي حول جدية رئيس الوزارء ومن خلفه بعض الكتل السياسية في اصلاح المؤسسات العامة في البلد فان هناك دائما ومضات مليئة بالامل والتفاؤل…. ولعل تسمية وزير النفط جبار علي حسين اللعيبي هي اقوى ومضات الاصلاح الحقيقي ان لم نقل انها الوحيدة فمع الاعتزاز بالسيد وزير النقل وهو ابن البصرة ايضا وابن الموانئ فان المتتبع له يجد انفصاله عن واقعه وربما مرد ذلك ان السيد وزير انقل لم يكن في يوما ما محيطا بكل ما يخص قطاع النقل على العكس تماما من جبار اللعيبي فالرجل هو ابن البصرة وابن شركة نفط الجنوب تدرج فيها منذ ان كان معاون مهندس حتى صار مديرا عاما بلا واسطات او انتماء حزبي… جبار اللعيبي برغم الجور والحيف الذي وقع عليه من قوى سياسية قديما وحديثا فانه مازال قادرا على العطاء وليس هذا بالغريب عليه لكن الغريب انه مازال يعطي بصفته ابن العراق وليس ابن البصرة ففي كل محافظة له بصمة وفي كل مصفى له راي ووقفة عمل حتى بات من الواضح ان وزارة النفط تعمل بكل طاقتها ولاول مرة في كل ارجاء العراق …
هذا هو الشعور الذي يفتقده العراق في حكومته فنادرا ما تجد وزير لا ينحاز لمنطقته او رقعته الانتخابية .. فلو عمل كل وزير بعراقيته لما اضطر الشعب للنزول للشوارع والتظاهر وللاسف سقوط ضحايا لذا ان اتخاذ سيرة عمل جبار اللعيبي قدوة واسوة هو المطلوب من حاملي الحقائب الوزارية وهو المطلوب من الاحزاب والقوى السياسية ان تحاول جاهدة البحث عن نماذج لوزير النفط الحالي نماذج تنتمي لبلد بحجم العراق بلد يعد رائدا في الحضارة والثقافة والفكر والاجتهاد وان لا ينحصر تفكيرها في تحقيق مكاسب سياسية عبر تقديم نماذج خاوية لن يحصل العراق منها الا على المزيد من المظاهرات وسفك الدماء