23 ديسمبر، 2024 7:25 ص

وزير بحريني بحاجة الى لياقة دبلوماسية

وزير بحريني بحاجة الى لياقة دبلوماسية

كل الأعراف الدولية وسياق العلاقات بين دول العالم تقوم على أساس الدبلوماسية الناعمة والتي تعمل على امتصاص المشاكل والابتعاد عنها الى ساحة التفاهمات ولغة العقل وهذا ما يحدث في أغلب دول العالم المتقدم وهو ذاته ما تفتقده الدول التي تحكمها انظمة شمولية كما هو الحال في عالمنا الثالث دول الشرق الأوسط ودول في أفريقيا وشرق اسيا .

يبدو ان المخضرمين من حكام بعض الدول العربية كدول الخليج مثلا هم بحاجة الى وقت غير قليل ليطبقوا تلك الروح الدبلوماسية ويتعاملوا بها مع أقرانهم من الدول الاخرى حيث وجدنا من بعض الدول الخليجية روح التعالي وعدم التقدير في العرف الدبلوماسي ووقاحة في التدخل بشؤون العراق السياسية والأمنية والاقتصادية وحتى الاجتماعية لانها مبنية على عقلية متعجرفة وسيئة جدا في التعامل مع الاخر ولعل اخرها تصريح وزير خارجية البحرين بشكل وقح وهو يخاطب العراق بالقول على انه تابع لسياسات الدولة الايرانية وان القرار العراقي مسيطر عليه من الخارج اضافة الى توجيه الإهانة الى احد الفاعلين في العملية السياسية( السيد مقتدى الصدر) وله اتباع كثيرون في العراق وقد نسي نفسه هذا الوزير عديم اللياقة والذوق الدبلوماسي ان دولته او مملكته خاضعة تماما لسياسة حكام ال سعود، هذه السياسة سيئة الصيت على مستوى الدول العربية والمنطقة كما نسي ان مدرعات الجيش السعودي تجوب شوارع دولته وتأخذها عرضا وطولا غصبا على كل شارب سياسي في مملكته المتهالكة التي سلمت عصمة الدولة البحرينية الصغيرة بيد حكام ال سعود من اجل ضرب ابناءالشعب البحريني لانه شعب واعٍ وذو إرادة حقيقية لنيل حريته رغم انهم يمثلون الأغلبية كمواطنين ينتمون الى المذهب الجعفري وهذه هي مساحة الاستفزاز والتأزّم التي يعيشها هذا الوزير المأزوم سياسيا فهو لا يفهم ابسط اطر العمل الدبلوماسي عندما يضع دولته في حالة أزمة ونزاع مع دولة اخرى ، فلم يهتز له ولا لملكه شارب ولا ضمير على عشرات المواطنين الذين قطعت رقابهم سيوف اسيادهم من ال سعود تحت عنوان الهمجية والرعونة والشوفينية السياسية والحقد الطائفي ..

للاسف في بلداننا العربية نحن امام حكام من هذا النوع ويُراد لك ان تتقبل وقاحة وقباحة هؤلاء الحكام واتباعهم وهم يتجاوزون ويقتلون ويذبحون دون رادع ولا ضمير انساني تحت مظلة الصمت العالمي التي غالبا ما تسكت وتغلق فمها امام الجرائم التي يرتكبها امثال هؤلاء الحكام بحق صناع الرأي واصحاب المطالب الفقيرة لانها مواقف ثمنها مئات مليارات الدولارات ويتبجح ترامب بالديمقراطية .

اتصور ان رئيس وزراءه في البحرين الذي شاخ منصبه وناهز على الثالثة والأربعين عاما وهو محنط على كرسي الرئاسة لن يستطيع تقبل عزل نفسه عن ادارة رئاسة الوزراء فكيف له كوزير للخارجية الذي يمثل الدبلوماسية البحرينية وواجهة البلد الى العالم !!! ولذلك لم يحتملو فكرة مغادرة المناصب والرغبة في البقاء والتسلط على رقاب الشعب الذي يطالبهم بأبسط الحريات ما يدل على جهل ثقافة الحرية والرأي الاخر والنظم الديمقراطية عند الطيف الحاكم في المنامة ،، الغريب ان بعض الانظمة العجوز المتهالكة في دول الخليج مثل الامارات والسعودية يدفعان باتجاه رمي اللوم على العراق وهذا يدل بشكل قاطع ان من يحكم تلك البلدان يعيشون حالة الهلع والإرباك للمرحلة القادمة في المنطقة وما تحمله من مفاجآت ملتهبة في صيف لاهب ستسقط فيه ” بشاتي”بعض الشيوخ المترهلين ومعهم المتصدين للجانب الثقافي والسياسي كما يسمون انفسهم الذين يظهرون على فضائيات العرب فليس لديهم اللياقة الأدبية ولا القدرة على الحوار غير السباب والشتائم والخروج على أدب الحوار وهذا ما لاحظناه طيلة ايام الازمة الماضية وكما يبدو انهم مدجنين في عقولهم لعبادة الأشخاص ولا ننسى احد الضباط الإماراتيين قبل أسابيع عندما اجاب احد المراسلين التلفزيونيين الأجانب وقال له نحن نعبد أمرائنا وشيوخنا !!!

ومن هذه العقول خراب البلدان .