23 ديسمبر، 2024 8:26 م

وزير القتل وليس العدل العراقي الشمري

وزير القتل وليس العدل العراقي الشمري

هل يحتاج الناس إلى دليل إلى أن القضاء العراقي مؤسسة للقتل وتصفية الحسابات، وتقديم الدماء عربونات انتخاب للمؤسسة الدينية الشيعية كي يعاد انتخاب هذه الطغمة الفاشية الذين فاقوا بإجرامهم جرائم صدام، والعجيب أن حكومة الجور والظلم اليوم كانت تتباكى على الجرائم التي كان يرتكبها صدام بحق من يقاومه!

هل يسأل وزير الظلم العراقي بأي ذنب قُدّم الشابين (علي عبد حسن منصور، وأخيه حسين عبد منصور) إلى مقصلة الإعدام؟! أليرضي مرجعه اليعقوبي! ومن خلفه المؤسسة المرجعية الشيعية والتي يدها ليست بريئة من التلطخ بدماء هذين الشابين البريئين. وبأي قانون تخلع أظافر الشهيدين ويعذبون قبل تنفيذ جريمة الإعدام؟؟!! هل هذه دولة القانون التي يبشر بها المالكي شعب العراق؟! بماذا سيجيب الوزير غدا عندما يُسأل: لماذا لم يوقع كتاب الفحص الطبي للكشف عن التعذيب الذي تعرض له أولئك المحكومون، وبالمقابل بادر إلى التعجيل بالتوقيع على قتلهم؟! أليس ليتستر على جريمة التعذيب؟ وليتستر على فضيحة لو أنها كشفت لتبين للناس أي عدالة يرأس وزارتها الوزير؟!

ليس بينكم وبين صدام إلا سنوات قليلة ففعلتم ما لم يفعله بسنوات طويلة، ارتكبتم أبشع الجرائم بحق الناس لأنهم لايسلمون لطاغوتيتكم الجديدة، وأنتم بألسنتكم تعترفون على أنفسكم بأنكم عصابات تصفية، ومافيات لسرقة أموال الناس! ويشاء الله سبحانه أن يجعل دماء هذين الشابين الشهيدين ناراً تحرق طاغوتيكم وتجبركم، وكأنكم لم تقرؤوا ما حل بنمرود، وفرعون وهامان، وأبي سفيان ومعاوية ويزيد لعنهم الله جميعا، وما حل ببني العباس، وما حل بممثل بني أمية في هذا الزمان صدام وزمرته، وأنتم نظراء بني العباس فهل تنتظرون غير مصيرهم الأسود؟!

اعلموا أنكم باستباحتكم لدماء أنصار الإمام المهدي(ص) لن تطفئوا نور الله سبحانه، فهذا قول الله سبحانه {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (التوبة/32)، وكأنكم لم تفهموا مقالة عقيلة الطالبيين (ع) ليزيد (لع) عندما قالت له: كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، والله لن تمحو ذكرنا.

والقائم (ع) قالها لكم ويرددها من خلفه أنصاره: يا علماء السوء افعلوا ما تشاؤون فإنكم للوارث تمهدون شئتم أم أبيتم. لم تثبّت الدماء المستباحة عروش من سبقكم بل على العكس عجلت من هدمها، ولقد كانت بين ايديكم عبرة مملكة صدام، وكيف أنه بنى لنفسه هيلمانا فرعونيا، ولكن بالنتيجة صعد على نفس المقصلة التي أذاق كأسها للذين ظلمهم أيام تسلطه، فهل ترون أن الله سبحانه بآمهاله لكم سيعفيكم من أن تذوقوا ذات الكأس الذي أذقتموه للأبرياء ظلما وعدوانا؟!

أليس عارا وشنارا عليكم أن تكتبوا في شرائعكم ودستوركم: حرية الرأي والمعتقد مكفولة للناس، وعندما تأتون للتطبيق تأكلون كلماتكم كما كان أهل الجاهلية يأكلون أصنامهم المصنوعة من التمر إذا جاعوا!

ما هي جريمة هذين الشابين البريئين اللذين أقدمتم وبخسة على جريمة إعدامهم بعد تعذيبهم؟! هل يعد جرما الاعتقاد بالإمام المهدي(ص) وتبشير الناس بأيام ظهوره والتي صارت علائمها واضحة حتى لمن كان أعمى بصر وبصيرة؟! أي دين هذا الذي تحملونه وأي خلق هذا الذي تدعون الناس له وتبشرون به في دولة الظلم والجور التي فعلت في فترة قصيرة ما لم يفعله الأموي صدام طول فترة حكمه؟!

وزير القتل وليس العدل ماذا ستجيب غدا سؤال رب العباد سبحانه عندما يأتي عدل الله سبحانه: بأي ذنب أرقت دماء هذين الشابين المسكينين البسيطين؟! هل ستنجيك كذبة أنهم متهمون بتفجير الجامعة المستنصرية؟! كيف فجروا الجامعة وهم يرزحون في ظلمة سجونكم؟! هل ركبوا أجنحة أو لبسوا طاقية الإخفاء ليخرجوا من سجونكم ويفجروا ويرجعوا؟! أما تستحون من هذا الكذب القبيح، كيف يستطيع أخوين عمل هذا التفجير الإجرامي وهما من أهل الجنوب ومن عائلة شيعية كانت مجاهدة أيام صدام (لع) وحكم على أحد أفرادها بالإعدام ولكن الله سبحانه نجاه، هل صار حالكم أسوء من صدام بكل طاغوتيته وجبروته؟! نعم صار حالكم أسوء.

عزيزي القارئ الكريم، ان هذين الشابين المغدورين على يد حكومة الظلم والجور هما بريئان من تلك التهمة القبيحة لسبب بسيط وهو: إن هذين الشابين البريئين حالهم حال الكثيرين من فقراء أهل الجنوب المظلوم لم يتسن لهم التجوال في بغداد أو زيارتها سوى أنهم مرة أو مرتين تشرفوا بزيارة العتبة الكاظمية المقدسة مع أهلهم، فكيف عرفوا موقع الجامعة المستنصرية ، وبغداد حالها حال كل عواصم الدنيا ان لم يكن حالها أكثر تعقيدا؛ فالدلالة فيها والحركة من دون أن يكون الزائر لها لديه دليل أو هو خبير بدروبها وطرقها سيتيه وينكشف أمره سريعا؟! فكيف استطاع هذا الشابان من تنفيذ تلك الجريمة القبيحة ولم يقبض عليهم في موقع الحدث أو في بغداد مثلا؟!

هذا الذي يحصل في السجون العراقية اليوم، بل لعل هناك قصص في تلك السجون المظلمة لا يمكن أن تمر بخاطر شياطين الجن، ولكنها مرت بخاطر شياطين الانس الذين يلفقون التهم للأبرياء ليغطوا عن فشلهم في قيادة البلد وضعف قدرتهم في توفير الأمان للناس، واستمرارهم على خداع الناس، لا لشيء سوى إطالة أمد زمن هذا الحكم الظالم الجائر،

أنصار الإمام المهدي(ص) يحتسبون هذين الشهيدين عند الله سبحانه، ويتضرعون إلى الله سبحانه بأكف وقلوب يملؤها الشعور بالظلم والجور أن يجعل زوال هذه الطغمة الجائرة الظالمة وشيكا، وأن يأخذهم الله سبحانه أخذ عزيز مقتدر إنه سميع مجيب، وإنا لله وإنا إليه راجعون … والحمد لله على عظيم بلائه.
[email protected]