في اول ظهور له و كلمته التي ضحك منها اغلب من سمعها
” مبخوت” بدء رحلته، و بعد عداوة شخصيه مع الفنان غانم حميد، الغى بقرار وزاري الاحتفاء بالفنان غانم فاثار عليه زوبعة ارغمت الفنان غانم على الاعتذار بهتانا، فكان عليه هو ان يعتذر امام الملاء من ” حكاية” الشاعر الذي توفي قبل اسابيع ، سعدي يوسف المثير للجدل، لم يرحم معاليه، و لَيس اخرها ” سالفة” الفياجرا، فله قصص و حكايات تكاد تعمل الفرجه ببلاش الي يسوه و الي ما بسواش.
هذا الذي ارُغم على البشر المساكين و المغلوب على امرهم، وزيرا للثقافة، لا يفقه من الثقافة شيء و لا يعرف ابسط تعريف للثقافة ، و اكاد اجزم انه لا يعرف من الثقافة الا قشورها، و كونه دال نقطه، وجب على جميع العاملين معه الاحترام و التبجيل و التقدير، فقد نسي ان احترام الناس ليس لشخصه، بل لوظيفته، فتبخرت و مشى الهوينا كما يمشي الوجى الوحل، و اخذ يكلم الناس بالقطاره كما يقول المثل العراقي.
كلمة نصف في اللغة الفنلنديه، تعني فيما تعنيه كلمة جانب ايضا، فيقال له جانب كذا و له كذا.. و الحقيقة ان معاليه يمتلك من الانصاف الكثير، فهو نصف مثقف، نصف روزخون، نصف تاجر، نصف مومن، ونصف كافر و هلمجرا…
أسوق هذه المقدمه لانني من المتورطين من سعادته او معاليه او جنابه، تصرف معي كما يتصرف السيد مع العبد، ففي بدايه هذا العام اقترح على شخص وطني غيور من المثقفين المهمين في العراق، وهو فنان ايضا اقترح عمل معرض للفنانين العراقيين المهاجرين، اقترح ان تعمل مؤسستنا ” شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا و التي اراسها، ان نعمل هذا المعرض في بغداد.
فعلا بدات الخطوات الاولى ياخذ الموافقات من الفنانين المهمين و المؤثرين و الفاعلين في بلدانهم المضيفه، فبعد ان اتصلت ب ٣٧ فنان حصلت الموافقه من ٣٥ فنان، ليس لجوعهم للعروض، و ليس تعطشا الى رؤية معالي الوزير او حتى رئيس الوزراء، فان ابسط انسان في العراق يعرف بان هولاء محكومون و ليسوا حكام.
انما لمعرفة اغلبهم بسعي الشخصي الجاد، و معرفة بعضهم لي و لمنجزي الذي سجل في تاريخ اوربا، لا اقول هذا تبجحا او غرورا انما هي نتايج عملي لل ٢٤ سنة الماضيه في الشبكة و ادارتي للمؤسسة، و اصراري على المضي قدما في انجاز مجلتنا التي لاتزال تصدر باللغه الانجليزيه
و اسمها Universal Colours و اقامة اكثر من ٤٨ معرضا جماعيا في اكثر من ٩ دول حول العالم.
فعلا، اتصلت بالسيد المدير العام لدائرة الفنون في الوزاره، و كان شخصا في غاية الاحترام، كان هذا الشخص مهذبا و رقيقا كما الماء و الذي اندفع اندفاعا قويا للعمل بعد اطلاعه على اسماء الذين وافقوا بالمشاركه، كان السيد علي عويد هو الذي اراد و بقوه هذا المعرض، فتعهد هذا الرجل باخذ الاعمال الفنيه من المطار و الى المطار كما قال، و كان يقصد، منذ دخول الاعمال الى بغداد حتى تسليمها عند الخروج، لانه ببساطه كان يعي قيمة المشاركين و كان حريص على العمل الجاد النوعي و المثمر بيننا نحن كشبكة و بين وزارة الثقافه، كان الاستاذ علي عويد يطلع الوزير، بالتفاصيل في كل خطوه، اضف الى هذا انه في مكالمة معي قال، هذا المعرض سيكون من افضل اعمال الوزارة منذ ٢٠٠٣، و ساحاول ان ادعوا آما رئيس الجمهوريه آو رئيس الوزراء لعمل للافتتاح، بشكل رسمي، كذلك تعهد الاستاذ علي عويد بالتامين و طباعة كاتلوك يليق بالفنانين و بالمناسبه.
بعدها اردت ان تكون الخطوات اكثر كونكريتية و ان لا يكون الكلام هواء في شبك، اتصلت بمعاليه الذي ابتلانا الله به، قلت له ارجو توجيه دعوه لي و الاخ علي جبار لكي نعمل عقد كما متبع في كل المعارض. كان هذا في اواخر نيسان الماضي، رد علي بعد ان تاخر لاكثر من اسبوع و قال، “تحياتي واحترامي نتراسل في مطلع حزيران في الموضوع ” جميل، لك ما تريد، اتصلت به مطلع حزيران فاجابني بعد اسبوع ” تحياتي سيتصل بك المستشار الثقافي”
الحقيقه ابدلت علي جبار بشخص كان يضيّف الوزير حين ياتي الى لندن و هو الأستاذ قيس، فهو شاعر و صديق عتيق لمعاليه جنابه او سعادته،
لكن المستشار ارسل الي شيء غريب على لسان الوزير
“تحية طيبة استاذ عبد الامير المحترم
اود ان ابلغ حضرتك بانني التقيت بالسيد الوزير يوم امس وناقشنا مسالة المعرض وما يتعلق بها من امور … لدى السيد الوزير استفسار حول الحاجة الى توجيه دعوة رسمية الى حضرتك وزميلك استاذ قيس، وماذا سيكون فحوى رسالة الدعوة، ولما لا تسير الامور بدون كتابكم وكتابنا؟
احترامي”
بدون كتابنا وًكتابكم، هذه لغة الوزير؟ الحقيقه كتبت للسيد المستشار و هو مهذب و لطيف جدا، قلت له بايجاز انها ليست دعوه شخصيه، انما دعوة عمل و دعوة العمل تتطلب الاتفاق و التوقيع، هكذا تعلمت هنا منذ ٢٤ سنة، منذ اسسنا الشبكه، لكن السيد المستشار فاجئني بالرد للمرة الثانيه على لسان الوزير اذ قال
“كما وضحت في الرسالة السابقة، الوزير لم يرى ضرورة مثل الدعوة الرسمية او الاتفاق التحريري. عادة في العراق لا توجد هكذا اتفاقات لاقامة معارض شخصية او مشتركة. “
احترامي
نعم اعرف تماما، لكن مع الداخل العراقي، اما التعامل مع فنانين اثروا الحركة التشكيلية العالميه في بلدانهم المضيفه، وهم خارج العراق، فهذا شيء مختلف، لان الفنانين يخافون على اعمالهم من التلف او السرقه او الضياع باي شكل و اعتقد ان هذا حق طبيعي، فان كان الوزير قد عاش لبعض الوقت في امريكا فان علية ان تكون من البديهايات مثل هذا الامور.
الان انا امام مسؤلية ل ٣٥ فنانً وعدتهم ان نقيم معرضا في الوزاره و كان هذا باتفاق موثق بيني و بين السيد علي عويد المدير العام الذي خرج من منصبه قبل ان يوجه معاليه الذي ابتلانا الله به السيد المستشار لان السيد المستشار اخبرني بذلك.
السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو، هل تلغى الاتفاقات مع مدير عام سابق او هل ان هذا الاتفاق يعتبر ملغى او ما الذي يريده معاليه الذي ابتلانا الله به.
اخيرا اقول ربما اننا جنينا على الاستاذ علي عويد دون قصد.
يبقى ان اقول ان سلوك هذا الوزير مربك جدا و منذ البداية، كما هي المحكومة كلها مربكة من رئيس الوزراء الاكثر ارباك و بقية الجوقة المركبه في كل سلوكياتها.
امير الخطيب
رئيس شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا
رئيس تحرير مجلة الالوان الكونيه
رئيس الهيئة الاداريه لشبكة الصحفيين الاوربيين قسم فنلندا