تصريحات إعلامية نارية كثيراً ما طرأت على مسامعنا عبر وسائل إعلام مختلفة وأثارت انتباهنا وأثنينا على مُطلِقها خاصة إذا كانت تمس واقعنا المعيشي والثقافي والأمني والرياضي فنقوم نحن العاملون في الوسط الصحفي بتحليل هذه التصريحات ومدى جديتها وحقيقتها وهل فعلاً سوف تخدم مجتمعنا الجريح ، وبما إني اكتب في كل مجالات الحياة لكن الوسط الرياضي يأخذ الحيز الأكبر من كتاباتي ، سأتطرق وعلى شكل حلقات لعمل الوزير الجديد لوزارة الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان رغم قصر فترة إستيزاره ، وتصريحاته التي تعدت فترة جلوسه على كرسي الوزارة بمسافات طويلة وأزمنة كثيرة بالإضافة إلى التخبط الواضح للنهج الإعلامي للوزارة ، فلم نلمس من الوزير سوى تصريحات وأحاديث إعلامية لم تبلور إلى واقع ملموس وأحاديث مملة إصابتنا بالخمول ، بعد أن ركز منذ بداية عمله في وزارة تعد من أهم الوزارات العراقية ولها ارتباط مباشر بشريحة مهمة تمثل الشباب العراقي الذي يعد القاعدة الأساسية لبناء مجتمعات رصينة ، ركز على الرياضة لا سيما كرة القدم وأعطاها الكثير من وقته وتفكيره وجهده وأهمل الشباب والمنتديات الشبابية بثقافاتها وفنونها ، في وقت بحثت طويلاً عن خلفية رياضية للوزير فلم أجد شيئاً يؤكد ارتباطه بالرياضة ومفاصلها !! ، حتى راح يشجع منتخباتنا الوطنية في دورة الألعاب الآسيوية بكوريا الجنوبية وبطولة خليجي 22 في السعودية واجتماعاته المتواصلة مع أعضاء اتحاد الكرة ، حتى احد الخبثاء علق على حضور الوزير في البطولات قائلاً ( لازم وزيرنا جان يلعب بالدوري الكوستاريكي ) .
مسك عبطان لملف الحظر نقطة جيدة تحسب له وسبق أن أشدنا بمقال في المكان نفسه بتحركات الوزير واستطاع من إيصال صوت العراق إلى أروقة فيفا وننتظر وصول اللجنة الدولية لتقييم ملاعبنا الكروية ، لكن هذا لا يعني أن يهمل الوزير المفاصل الأخرى في الوزارة لا سيما مفصل الشباب ومفصل البنى التحتية الرياضية وبقي يدور حول الكرة العراقية وهذا خطأ كبير يجب أن يتداركه الوزير وبأسرع وقت ، سيما وانه يصرح باستمرار عن وجود فساد كبير في أركان ومفاصل الوزارة خاصة في الملاعب والقاعات التي أنشأتها وتنشئها الوزارة لكنه لم يكشف للإعلام أين يكمن الخلل ومن المتسبب في الفساد ومن عمل على تنمية الفساد واحتضانه ومن المستفيد منه ومن قبض المقسوم وكوَن ثروة من أموال الرياضة العراقية فلا زالت مجرد تصريحات تثير الانتباه لأننا شبعنا كلام وشربنا بعدها كأس المنام و ( يابو زيد كأنك ما غزيت ) ، فالقاعات الرياضية ( الجينكو ) في المدينة الشبابية لم تخرج عن إطار تصريحات الوزير فيما يخص الفساد والتي تجاوز إنشاء الواحدة منها المليار دينار لكن هل سيكشف عبطان على الملأ هذا الفساد وبالأدلة سيما وإننا أول صحيفة كتبت عن قاعات الجينكو وفسادها لكن وجدنا في وقتها (اذن من طين وأخرى من عجين ) ، اليوم نسمع جعجعة ولا نرى عملا يحسم هذه الملفات أو عملاً فعلياً يثأر لدماء الشهداء ويقتص من المفسدين ، كما اننالا نريد إعلاماً يمسح أكتافك كما كان يفعل سابقاً بل نريد إعلاماً يضع الحقائق على طاولة الشعب .. ولنا عودة .