لا زالت اجوبة استجواب وزير الدفاع في مجلس النواب وما ادلى وكشف فيها من معلوماتٍ , ما برحت تلقي بظلالها ” المحرقة ” على الوضع السياسي للبلاد , واحدثت خللاً وشرخاً في توازن البرلمان وما يضمّه من كتلٍ حزبية متباينة حسب الأحزاب التي تنتمي اليها . وكانت بعض وسائل الإعلام قد وصفت ما كشفه الوزير بقنبلة جرى القاؤها في قاعة المجلس , وبالرغم من مرور نحو عشرة أيامٍ ونيف على ذلك , فأنَّ < MOST SPECTACULAR – اكثر ما يجتذب الأنظار > سلباً او ايجاباً , أنّ تلك القنبلة الأفتراضية بدت وكأنّها قابلة للتشظية والتجدد يوماً بعد آخر !
ودونما مرورٍ على التداعيات المنعكسة على ” الإعلام والرأي العام ” جرّاء ” التحقيق مع رئيس البرلمان وتبرئته بسرعةٍ توازي سرعة الصوت , ثُمَّ وبمرورٍ سريعٍ على الحالة التي تنتاب بعض الكتل البرلمانية وتأكيدها وسعيها لإقالة وزير الدفاع او سحب يده من الوزارة ورفع الثقة عنه وما الى ذلك , وبالمقابل ايضا ما دفع كتلاً اخرى للتحرك الجاد لإزاحة السيد سليم الجبوري من موقعه في رئاسة البرلمان . وبالنظرة الإجمالية لكلّ ما يجري في اروقة او دهاليز مجلس النواب , بل وبما هو اوسع من ذلك بما يهيمن ويُصدّع اذهان بعض احزاب السلطة او احزاب السلام السياسي حول مَنْ يغدو ” البديل ” للعبيدي او الجبوري , وربما مَن يضحى اكثر فائدة لهم , فأنَّ ” المضحك – المبكي ” او < MOST RIDICULOUS – مثاراً للسخرية ” فأنّ اولئك وهؤلاء السادة الأفاضل , فكأنهم لا يقرأون ولا يسمعون , بل وكأنهم لا يفقهون في فقه السياسة ايضا .! فالأمر بدا وكأنه غير قابلٍ للتصديق ! اذا لم يطّلعوا على ما انفردت به صحيفة ” الأخبار ” اللبنانية وتلاقفته وسائل الإعلام المحلية والعربية بكثافة غداة استجواب السيد العبيدي والوضع المتباين حول السيد الجبوري ! من أنّ السفير الأمريكي في بغداد ” ستيوارت جونز ” قد اجتمع بمعظم الأطراف السياسية ذات العلاقة وابلغهم بطريقةٍ < دبلوماسيّة لكنها كألزاميّة > من أنّ الوضع سيبقى على ما هو عليه , وأنّ لا أحد سيغادر منصبه او ” يطير ” .! علماً أنّ السفارة الأمريكية في العراق لم تنفِ الخبر . ومع كلمة ” الفصل ” المفترضة للسفير الأمريكي , فيبدو ممّا يبدو وكأنّ الغرائز السياسية ما فتئت تلعب دورها بكفاءةٍ عاليةٍ ” سلباً ” , إذ وَ وِفق ما تتناقله المصادر الإخبارية , فأنّ مساعٍ حثيثة من هذا الطرف او ذاك لا زالت تتوجّه وتتحرّك بأتجاه إزاحة الوزير او رئيس البرلمان , وما برحت تعقد اجتماعاتها في ” منازل ” كبار ساسة السلطة حول هذا الأمر , وكأنّ لا وجود لداعش , وكأنَّ وجوداً بكثرةٍ ووفرة للكهرباء والماء والأمن ” على الأقل ” .!
نرى ” ومن زاويةٍ خاصّة ” أنّ افضل الحلول لهذا الوضع المعلول , أن يبادر رئيس الوزراء الى حلّ البرلمان وإسكات تلكُنِّ الأصوات المُغرّده ” بدون تويتر ! ” , ليغدو على الأقل في حريّة حركةٍ اوسع تجاه المعركة الكبرى مع داعش ومع غيرها كذلك .