18 ديسمبر، 2024 5:14 م

وزير الثقافة العراقي وثقافة المهرجانات

وزير الثقافة العراقي وثقافة المهرجانات

لقد انشأ ( مائير روتشيلد ) مجموعة قواعد عملية ، سار عليها الذين أتوا بعده ، وانتفعوا بها . ويمكن إجمالها بالاتي :

– انّ النفسية البشرية تميل للشر ، لذلك يجب اعتماد العنف كوسيلة إقناع .

– استغلال شعار الحريات السياسية لتحريك العوام ومن ثمّ ركوبهم ، فهم سيكونون بحاجة الى حماية ، يتنازلون من اجلها توفرها عن بعض حقوقهم وامتيازاتهم ، وبالتالي انتقال استعبادهم من السلطة السياسية الى السلطة المالية والإعلامية .

– المال هو أساس الملك – لا يوجد في السياسة اخلاق – لا توجد قواعد حقوقية أصيلة ، بل القوة هي من تحدد تلك القواعد .

– اعتماد الأساليب العلمية والبحثية في فهم الجماهير ، وبالتالي قيادتها بسهولة ، عبر استغلال حاجاتها البهيمية .

– ليست هناك حقيقة للأخطاء والمساواة في ظلّ تقسيم العالم الى ” نورانيين ” و ” جوييم ” ، ف ” الجوييم ” هم حيوانات ، وفي أحسن الأحوال عَبيد .

– يجب خلق الحروب وإدارتها ، دون الوقوف الى جانب طرف ، لكن فقط استثمار تلك الحروب مالياً وسياسياً وعقائديا .

– الانتقال الى الديمقراطية الموجهة ، التي تخضع للمال والإعلام ، بعد السيطرة على المال والإعلام ) .

 

· وهذه القواعد ” الروتشيلدية ” اكّدها البروفيسور الروسي ( نيلوس ) في كتابه ” الخطر اليهودي ” عام ١٩٠٥ م ، بعد وقوع مجموعة من الوثائق السرية تحت يديه عام ١٩٠١ ، ومن ثمّ ترجمه ( فكتور مارسدن ) للإنجليزية تحت عنوان ” بروتوكولات حكماء صهيون ” .

 

 

 

 

اثبتت الليدي ( كوينز بورو ) في كتابها ” الكهنوت الشيطاني ” انّ ( بنيامين جولد شميد ) و ( ابراهام شميد ) و ( موسى ميكانا ) و ( موسى مونتيفيور = شقيق زوجة ناثان روتشيلد ) من إنجلترا كانوا على صلة وثيقة بعملية تمويل الثورة الفرنسية . وذلك كلّه بعد حملة اقراض سيئة النوايا قام بها هؤلاء المرابون اليهود ، يعاونهم المرابون من اليهود الألمان ، للحكومة الفرنسية ، أنهكتها وأغرقتها في عالم من الحاجة . ومن ثمّ بدأوا حملتهم الإعلامية القاسية ضد الملكة الفرنسية ( ماري أنطوانيت ) ، ليثيروا الشعب ضدها وضد الحكومة .

وقد استطاع المرابون اليهود فرض ( نيكر ) وزيراً للمالية في الحكومة الفرنسية ، تحت ضغط الدَين الفرنسي ، وحاجة الحكومة للأموال في جهودها العسكرية ، التي تسبب بها هؤلاء المرابون ايضا . وفي اثناء الثورة قام ” النورانيون ” بإطلاق سراح السجناء والمجرمين ، ليقتلوا بأيديهم كل النبلاء والأثرياء الذين لا يوالون ” النورانية الماسونية ” . ثم تم إعدام ( الملك لويس ) وزوجته . ليقوم ” النورانيون ” بالخطوة الأهم ، حيث عادوا ليحيوا المؤامرات ضد قادة الثورة أنفسهم ، من السذّج الذين صاروا مطية لصعود الماسونية الى قمة السلطة . فتمّ قتل ( دورليان ) و ( ميرابو ) و ( دانتون ) و ( روبسبيير ) ، وهم زعماء ثورة المجانين تلك .

وفي عام ١٨٩٢ م تم قتل ما يقارب ثمانية آلاف سجين ، كان قد ارسلهم مجلس مقاطعة باريس اليه ، وهو المجلس الذي خضع تماماً لإدارة ” النورانيين ” . وصار عام ١٧٩٤ م أشهر أعوام الاٍرهاب السياسي في فرنسا . ليتم بعد ذلك استخدام ( نابليون ) كحلّ سياسي للإرهاب الذي احدثته الثورة ، ومن ثمّ استغلّ ” النورانيون ” شخصية ( نابليون ) لإثارة أضخم حروب القارة الأوربية ، حيث قضت على اكبر العوائل الثرية القديمة هناك ، ضمن فلسفة ” نورانية ” جديدة ، تتيح للشعب الاعتقاد بأنها قد قضى على الإقطاعيات العائلية ، في حين انه يسلّم نفسه للإقطاعيين المصرفيين ، من حيث لا يشعر ، تحت رعاية السياسيين المسيطر عليهم . ليتمّ لاحقاً اثارة الحرب ” الفرنسية – الانجليزية ” ، التي نقلت عائلة ( روتشيلد ) الى مستوى خيالي من النفوذ والثراء .

 

لقد تم وأد جميع الديموقراطيات التي انشأها الربيع العربي , في مصر وليبيا واخيراً تونس , في ظل اعلام خليجي اماراتي سعودي صريح في دعمه للانقلابيين الجدد , ومعادٍ للديموقراطية بحجج واهية . وفي ظل صمت غربي مريب , سرعان ما يتحول الى تحالف مباشر , يستتبعه خداع لفظي وتلميع اعلامي لتبرير تحالف الغرب وحلفائه من العرب مع الاستبداديين والعسكر .

 

في ( السودان ) كانت الولايات المتحدة والغرب تهاجم نظام ( البشير ) بسبب ميليشيات ( الجنجويد ) التي يقودها ( حمدوك ) وتعتبرها إرهابية . فصنعت إنقلاباً عسكرياً ضد ( البشير ) واسقطت حكمه ، فصار ( حمدوك ) رئيساً للوزراء ، يدعمه الغرب ويعقد معه الاتفاقيات , لأنه وافق على التطبيع مع إسرائيل . واليوم انقلب الجيش على ( حمدوك ) قائد الجنجويد السابق ، فانزعج الغرب وانتقدوا الجيش واعتبروا ما حدث انقلابا !.

وفي العراق , بعد نجاح الانقلاب الأمريكي الجزئي على الديموقراطية , وقد تشكّلت حكومة الموظف البريطاني مصطفى الكاظمي , استغرب البعض أن يرغب وزير الثقافة العراقي ( حسن ناظم ) برعاية شاعر ملحد مثل ( سعدي يوسف ) أساء لرسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وآله ، فوزير الثقافة كان أستاذاً في ( جامعة الكوفة ) القريبة من الأرض المشرّفة لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام . لكنهم لم يعلموا أنّ الرجل له مشروع أوسع وافظع لاختراق ثقافة الشعب العراقي الأصيلة الموروثة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وأنه لم يصل لهذا المنصب – بعد إزاحة الوزير السابق – عبثاً ، بل عن قصد وعمد وتخطيط من جهات اخطر واكبر وأعمق .

ووفقاً لرئيس شركات ( بيراميدز جروب ) المنتج المصري ( محمد الشريف ) ان مدينة العاب ( السندباد لاند ) في بغداد تعاقدت معه منذ 17\11\2021م ولمدة شهر على حفلات يومية يحييها مطربو ( المهرجانات ) المصريون , ثم مطربون ( سوبر ستار ) , برعاية وزارة الثقافة والسياحة العراقية , وبإشراف مباشر من وزير الثقافة العراقي ( حسن ناظم ) .

وليس من المنطقي ان يقوم اكاديمي يعمل أستاذاً جامعياً مثل حسن ناظم بتبني المهرجانات الخليعة , المختلف عليها في مصر ذاتها , والتي تم منعها بالقانون ومن خلال نقابة الموسيقيين المصريين رغم عدم إمكانية تطبيق المنع بسبب الفساد داخل الحكومة المصرية ورغبتها ببقاء هذا النوع من الاسفاف والانحدار في الذوق العام وفي الاخلاق , بسبب احتواء هذه المهرجانات على مواد مبتذلة , وترويجها للمخدرات والبلطجة والاغتصاب والكراهية .

لكن يبدو واضحاً ان وزير الثقافة العراقي ليس سوى جزء من مشروع ( مصطفى الكاظمي ) المصمم خليجياً لاختراق الذاكرة والقافة العراقية , بعد اختراق الاقتصاد من خلال عقود ضخمة وغير مراعية لشروط التنافس , تم منحها للإمارات والسعودية والأردن ومصر , بعد ان تم عزل العراق عن دول أخرى تشترك معه في ثقافته , فيما كانت دول الخليج ومصر والأردن تعتبر اغلبية الشعب العراقي من الكفار الواجب قتلهم , رغم عقد هذه الدول كل أنواع الاتفاقيات مع الدول الكافرة فعليا , فتم قتل وتهجير وتفجير العراقيين بالمال الخليجي والمخابرات الأردنية والمصرية , حتى وصل الامر الى منع دخول العراقيين الى مصر اذا ثبت انهم من طائفة دينية لا ترتضيها الحكومة المصرية .

ان حكومة الكاظمي في بغداد – وعلى خلاف المنطق – اختارت – كما الغرب – التعاون مع الدول الإرهابية ذات الفكر الشعبي المتطرف في الخليج , وذات الفكر الرسمي الاستبدادي , ومع حكومات الانقلابات العسكرية التي وأدت الديموقراطية كما في مصر . بل هي تمنح نظام اردوغان التركي مجموعة من المشاريع العملاقة في ظل حصار مائي تركي للعراق غير مبرر واناني .

وأن تأتي هذه السياسة من رجل مخابرات كان يعمل لدى البريطانيين مثل مصطفى الكاظمي هو امر متوقع , في ظل شراهة التيار الصدري للمال وقبوله بالرشى , وفي ظل فساد وتآمر حزب البارزاني , وطائفية مجموعة الحلبوسي غير العقلانية , وفي ظل غباء سياسي واضح لقادة الحشد الشعبي العراقي البواسل في الميدان العسكري فقط , وكذلك مجموعة المالكي التي تخلط وتُخلط عليها الأوراق بسبب مزجها بين الفساد والغباء . لكن ان ينزل اكاديمي مثل وزير الثقافة العراقي كان يعمل في جامعة محترمة مثل جامعة الكوفة وارض مقدسة مثل النجف الاشرف الى مستوى مبتذل يمثله ( حسن شاكوش ) و ( عمر كمال ) فهو الامر الذي لا تفسير له من العقل الواعي .

وان تكون العقود الأولى لتلك الحفلات في الأيام المقدسة عند المسلمين جميعاً بولادة رسول الرحمة والإنسانية محمد صلى الله عليه وآله , وبعد الزيارة الاربعينية المليونية مباشرة , ومع مطربة معادية لقضايا المسلمين في العراق والعالم مثل ( إليسا ) , ومطرب صبياني مبتذل ومريض نفسي غنى ورقص للصهاينة مثل ( محمد رمضان ) , فهو ما يفتح الباب واسعاً للتساؤل عن حقيقة ما يحاك ويجري ويراد له على ارض العراق .

ان أغلبية الجمهور العراقي الى الآن لا تستطيع أن تدرك أبعاد المشروع الذي أوصل هؤلاء إلى السلطة ، ومن يقف وراءه ، ومن هي الشخصيات التي موجودة في الظل بديلاً لهم من أساتذة وشيوخ عشائر وضباط . وأن الحاجة الخدمية والاقتصادية شاغل للجمهور عما يجري وسيجري . وبعد نتائج الانتخابات الأخيرة في العراق لعام 2021م , التي جاءت مفصلة على مقياس الارباك اللازم لتحقيق مصالح الغرب والخليج والأتراك بالصدفة , سيتوسع هذا المشروع التغييري للثقافة العراقية , في ظل حكومة عميلة او فاسدة او غبية ساذجة , وفي ظل اتحاد ادباء غارق في نشوة السُكر ومتغرب , ونخب لا تلتفت , او لا تؤثر اذا التفتت , في مسار اللعبة المميتة .

ان مجمل هذه الاحداث تجيب التساؤل عن سبب قيام الامريكان بتغيير عميلهم ( صدام ) والمجيء مباشرة للتأثير في العراق . انه المشروع الجديد الناعم لقلب موازين الثقافة الشرقية والإسلامية , بعد نجاح مشروع تغيير الأنظمة العميلة ذات الصبغة الاشتراكية , التي كان وجودها مرحلة الانتقال بالمجتمعات المسلمة من فهمهم الإسلامي الى عالم المادة , ليصل الغرب – عبر خدعة متقنة باسم الربيع العربي لضربة مزدوجة تخلصت من الأحزاب الإسلامية الساذجة التي وثقت بالولايات المتحدة , وقضت على الأنظمة العسكرية الاشتراكية البالية – لتصل بالأنظمة العسكرية الرأسمالية الى السلطة , والتي باعت مجمل القطاع العام الى قوى رأس المال في الخليج والغرب , بعد التسبب بإفلاسه , مقابل عمولات بائسة , ارتضوها لانهم بلا هوية داخل انفسهم .