22 ديسمبر، 2024 1:06 م

وزير التعليم…حكمت فظلمت كسابقيك!

وزير التعليم…حكمت فظلمت كسابقيك!

اذا كانت وزارة لا تميز بين مختص ومثقف فأعلم انك في العراق, في زمن الرشاوى والفساد والمهازل الحزبية, عندما يوجه السؤال للقائمين على وزارة التعليم لماذا تقبلون وتخرجون الاف من حملة الشهادات دون توفير ودرجات وظيفية ؟ يعلن المتحدث باسم الوزارة لنرفع مستوى الثقافة! فنحن نخرج مثقفين! بينما التعليم في الحقيقة تخرج مختصين فما شأن الثقافة بالتخصص والشهادة العليا؟
في حقبة عبد الرزاق العيسى الذي لم يتوان عن تعين إبنته بمجرد حصولها على الامر الجامعي, لم يختلف واقع حمة الشهادات العليا بدعوى إن البلد تعاني من تخمة في الموظفين, بينما كانت التعيينات قائمة على قدم وساق لمن يملك الاستثناءات والواسطات!
اما التخمة التي تعاني منها الدولة فهي تخمة حزبية لأن الاحزاب زجت بكل مؤيديها في دوائر الدولة, فهل يحاسب الخريجين على هذه التخمة؟ ولماذا أصبحت الوظائف حكرا على الاحزاب والمتحزبين؟
من ناحية اخرى تعلن الوزارة أنها عينت ما بين 2000 الى 3000 وفي الحقيقة حملة الشهادات بمجموعهم يزيد عن بقليل3000, ولم يتعين أحد منهم سوى من كان لديه واسطة او استثناء, فأين تلك الدرجات التي تتحدث عنها الوزارة؟, وأي منطق وعقل يفسر أن يتعين خريج بمجرد حصوله على الامر الجامعي, بل أن قسما منهم لم يحصل على الأمر الجامعي وحصل هذا في الجامعة المستنصرية وجامعة بغداد بسبسب ان أزواج بعض الخريجات ممن تم تعيينهم نواب ينتمون لأحزاب متنفذة, بينما يبقى الاف حملة الشهادات منذ سنوات لم يحصلوا على فرصة تعيين حتى في جامعات أهلية, ولماذا يستعبد الاوائل ليكون مكانهم الجامعات الاهلية بينما المكملين ومن لديهم استثناءات يحصلون على فرص خيالية في الجامعات الحكومية .
واخيرا وليس آخرا وزير الرصانة يعلن مشروع المبادرة التعليمية للمبتعثين ويحرم حملة الشهادات الذين درسوا في العراق من التعيين, علما ان اغلب المبتعثين هم من الأحزاب ايضا!
لم تختلف سياسية العيسى عمن سبقه من وزراء ممن عملوا على تهميش الخرجين وإطلاق يد احزاب الخراب في الجامعات, الى ان وصل الحال بالتعليم ان أصحاب شهادات مزورة استاذة في الجامعات, والاوائل يفترشون الأرصفة, هذا كله الى تردي مستوى التعليم وفعلا مؤشر دافوس ومجلات التصنيف العالمي استثنت الجامعات العراقية من أن تكون ضمن لائحتها.
يا وزير التعليم حكمت فظلمت كسابقيك, ولم تختلف عن غيرك في تدمير التعليم, وحرمان الخريجين من التعيينات, وضياع الحقوق والظلم والغبن, فسياستك نسخة طبق من سياسية الحزب الذي رشحك ومن سياسة والوزير الذي كنت مستشاره, فانت تكمل مسيرة الخراب في زمن الاحزاب وعلى العلم والتعليم السلام.