لم يكن المجلس الاعلى- ومنذ تأسيسه الى يوم الناس هذا – لم يكن انتهازي المواقف، متذبذبا ،مترددا ،منافقا ،مزايدا،.. وماشابه من المواصفات التي طبعت سلوك معظم شركاء العملية السياسية، تعاملت قيادته بوضوح وصراحة ومكاشفة وبصدق مع نفسها ومع مفاصلها ومع اعضاء كتلتها في البرلمان ولم تغش جماهيرها يوما.لم تخوّن الآخرين ..لم تفتر على أحد.. ولم توزع التهم جزافا حتى مع الذين تعاملوا معها بهذه السلوكيات المشينة.آخر مصاديق هذا السلوك المثالي الذي يندر وجوده في عالم السياسة وقوف قيادة المجلس الاعلى بحزم وقوة ضد سلوك بعض نوابها الذين صوتوا على المادة 38 من قانون التقاعد ،اذ كانت السباقة في توجيه كتاب رسمي الى رئيس البرلمان يتضمن طلبا بتزويدها باسماء اعضاء البرلمان الذين صوتوا على تلك الفقرة.فلما ثبت توقيع عضوتين برلمانيتين من كتلة المواطن تم اصدار قرار بفصلهما من عضوية الكتلة .هذا في الوقت الذي ظهر فيه النائب بهاء الاعرجي على فضائية البغدادية ( كعادته ) حاملا وثيقة مزورة باسماء اعضاء البرلمان الذين صوتوا على تلك المادة مبرءا كتلة الاحرار من ذلك التصويت ليتبين في اليوم نفسه كذب ادعائه وزيف وثيقته، اذ ان بعض الاسماء التي حوتها تلك القائمة المزورة كانوا في اجازة مرضية ،وبعضهم في سفر خارج العراق ،وبعضهم يؤدون العمرة ،كما ثبت تصويت كل الحاضرين من كتلة الاحرار على تلك الفقرة !!. وعلى اثر ظهور وانتشار هذه الفضيحة اعلن السيد مقتدى الصدر انسحابه من العمل السياسي وبراءته من البرلمانيين والوزراء والمسؤولين الذين ينتسبون الى التيار الصدري . وتضامنا مع قرار السيد مقتدى الصدر قدم عدد كبير من اعضاء كتلة الاحرار استقالاتهم من البرلمان والمجالس المحلية .كنا نتمنى على السيد مقتدى الصدر ان يصدرقرارا بفصل المسيئين الذين شوهوا سمعة التيار الصدري بكذبهم وغشهم ونفاقهم وتزويرهم وخيانتهم لقواعدهم الجماهيرية قبل ان يعتزل العمل السياسي ليكونوا عبرة لغيرهم.وعظة لجماهير التيار الصدري الذي سيفرز المخلصين الصادقين عن المنافقين المزورين .اذ لا يصح الا الصحيح.ورب ضارة نافعة فحادثة التصويت على المادة 38 جعلت الجماهير على بصيرة من امرها ، بعد ان اسقطت اقنعة، وفضحت متسترين، ،واسقطت رهانات، وزعزعت عروش!.
وصدق الله العلي العظيم اذ يقول :- فأما الزبد فيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.