18 ديسمبر، 2024 7:57 م

وزراء شعراء ووزراء حرامية

وزراء شعراء ووزراء حرامية

لصديقنا الدكتور علاء محمد حسن الكتبي الطويرجاوي كتاب منجز ولطيف عن الوزراء العراقيين الشعراء منذ العهد الملكي الزاهر إلى يومنا الحاضر ، وقد تضمن سيرهم الأدبية والسياسية ونماذج من شعرهم المنشور ، وأذكر من هؤلاء الشعراء الذين ظهروا على صفحات هذا الكتاب : الشيخ محمد رضا الشبيبي ، والشيخ علي الشرقي ، والدكتور عبد الرزاق محيي الدين ، وشاذل طاقة ، وشفيق الكمالي وسواهم .
هذا ما كان في العهود السابقة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة سنة 1921م ، إذ عرف العراقيون الكثير بين وزرائهم ونوابهم من الشخصيات اللامعة في عالم الثقافة والأدب ؛ نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر السيد هبة الدين الشهرستاني ومنير القاضي والدكتور محمد فاضل الجمالي وإبراهيم كبة وسلمان الصفواني والدكتور أحمد عبد الستار الجواري وغيرهم ، فضلا عن محبي العلم والأدب من بينهم وعارفي قدر أهله ، وكان ذلك سمة واضحة وأمراً شائعا لدى أغلب رجالات العهد الملكي والجمهوري الأول والثاني .
أما سياسيو اليوم أو ما سمي بـ(العراق الجديد) الذي أسس بعد سقوط النظام السابق ، فأغلبهم من (الحرامية) ، وقد صار الفساد والسرقات والانحراف من أهم السمات السائدة عليهم ، وقد تصدروا جداول هيئات التقويم العالمية بذلك ، فلسنوات عديدة ومتتالية يتصدر العراق – بلا فخر !! – الدول الأكثر فسادا بالعالم بفضل ما اقترفوا من أعمال سيئة وجرائم مشينة دللتا على ضآلة شخصياتهم وضيق آفاقهم وغياب ثقافتهم ووعيهم ووطنيتهم وعدم شعورهم بالمسؤولية أو خوفهم من مساءلة أو عقاب !!
من المؤكد أن التاريخ لن يرحمهم أبدا ، وسيسجل في صحائفه فساد كل واحد منهم ، مثل أيهم السامرائي وحازم الشعلان وعبد الفلاح السوداني وبهاء الأعرجي وهوشيار زيباري وغيرهم المئات من الوزراء والنواب وكبار المسؤولين ممن ألحقوا العار والخراب الكبيرين ببلادنا وأعادوها قرونا إلى الوراء ، وستضرب بهم الأمثال ، فيقال (أفسد من سياسي عراقي) !! كما ستبقى أيامهم المريرة هي الأشد سوادا وحلكة فيما رأينا من أيام !!