منذ أن كلف السيد حيدر العبادي بتشكيل الحكومة خلفا للسيد المالكي حتى بدأت الكتل السياسية تتفاوض وتساوم وتبحث عن وزراء للوزارات التي ربما ستكون من حصصهم حسب الاتفاق والمحاصصة المعتادة .
ووسط فيض من الإشاعات والتأملات والتوقعات عن الأسماء التي ستستلم الوزارات القادمة لم نسمع أي إسم لإمرأة ستسلم وزارة وهذا يدل على إن تجربة الدورات السابقة ستتكرر وسط صمت نسوي مطبق وإذ كانت الدورة السابقة حضيت المرأة بوزارة أو (ربع وزارة) وهي وزارة الدولة لشؤون المرأة فإن هذه الدورة ربما لن تحضى أي إمرأة بأية وزارة خاصة بعد سماعنا بنية السيد الحيدري بتقليص الوزارات والتي ستكون وزارة المرأة مديرية عامة تابعة للرعاية الأجتماعية على ما أظن.
هل من المعقول إن بلد قوامه أكثر من 30 مليون نسمة أكثر من نصف عدده من النساء لم تستطع الكتل السياسية ترشيح إمرأة واحدة لشغل وزارة؟ أين برامجكم السياسية قبل الأنتخابات؟ التي أتخمت أسماعنا منها بأن المرأة جزء كبير في برامجكم وسنعمل على … وسنعمل ..وسنعمل على.. وكلها وعود لصالح المرأة ومن ثم تركنونها جانبا فتستعد الكتل السياسية لترشيح أفسد الرجال وأسوءهم وهي غير مستعدة لترشيح إمرأة واحدة حتى وإن كانت أنزه وأفضل وأكفأ من الرجل.
وحسب تصوري إن الكتل السياسية لاتبحث عن وزير إمرأة لأسباب أهمها إن المرأة لاتتورط بصفقات الفساد و(الفيدني وأفيدك) ولاتقصر بعملها والكتل تحتاج الى وزير يسرق أو على الأقل يتغاضى عن بعض السرقات من الوزارة ويطعم الكتلة وهذا كما يقال بالعامية (ميصرفلهم).لأن الوزير الذي يرشح لأستلام وزارة يوقع على عدد كبير من الشروط والأتفاقات والفوائد وأية إمرأة غير مستعدة أن تكون في هذا الموضع.
نعم المرأة في العراق مهمشة ومسلوبة حقوقها في الحكومات المحلية والمركزية والدليل إننا لم نجد منصب المحافظ أو منصب رئيس مجلس في كافة المحافظات شغلته إمرأة. ولم نجد إمرأة بمنصب وزيرة إذا إستثنينا وزارة المرأة ولو وجدت الكتل السياسية رجلا يرضى بأن يستلم وزارة المرأة لنصبته عليها ولكن حتى منصب وزير للمرأة يراه الرجل إنتقاصا منه وقبوله ربما يرميه خارج العشيرة ويفسقه المجتمع ويرمى بالطماطم لأنه جاء بفعل فاضح وأصبح وزيرا للمرأة.
مازالت المرأة هي عدد مكمل لنسبة الرجل ومازالت مهمشة ومسلوبة الحق والأرادة ومن يقول غير ذلك فليأتي بالدليل.وعلى السيد حيدر العبادي أن يترك للمرأة خمسة وزارات على الأقل ويختار المرأة الكفوءة وأن لاتكون طائفية وأن لايختار إمرأة (خوش تحجي) وهي لاتعي شيئا مما تقول وأن لايختار إمرأة تملأ الصحف والفضائيات والأذاعات بتصريحاتها وهي (لاتهش ولاتنش) كما يقال وإن لايختار إمرأة ذات تأريخ سيء بالطائفية والتحزبية والدفاع عن الباطل.
المرأة أختكم هلا وجدتم لها وزارة وإستوزرتموها كما في حال أغلب الدول التي تمتعت بالديمقراطية.. بالله عليكم ألم تكن المرأة نصف المجتمع كما تتفقون في كل أحزابكم وكتلكم وأديانكم وطوائفكم وقومياتكم؟ إذن لماذا تهمش وقت تقسيم الكعكعة ولايأكلها سوى الرجال.
أين البرلمانيات اللواتي ملئن الفضائيات زعيقا وعويلا وهن يتباكن على رؤساء كتلهن وأحزابهن ويدافعن عنهم دفاعا مستميتا؟ لماذا لايدافعن عن حقوق المرأة ويطالبن بحقوقها؟
أتمنى أن لاتبقى المنظمات النسوية والتي تدعوا الى الديمقراطية والأتحادات الثقافية صامته إزاء مايحصل للمرأة من تهميش. وأن تجد وسائل ضغط على الحكومة ودعوتها لعدم تهميش المرأة وإعطاءها مناصبا في الحكومة الجديدة بإقامة التجمعات والتظاهرات لأن الحال لايمكن السكوت عنه وربما إن بقي على هذا الحال سيعيد المرأة الى زمن الجاهلية.