23 ديسمبر، 2024 2:21 م

وزارة النقل والإعلام العراقي

وزارة النقل والإعلام العراقي

من المعروف في كل مكان إن للإعلام دورا كبيرا ، نراه في بعض الأمرار دورا ايجابيا واضحا وفي بعض الأحيان دورا سلبيا متعمدا ، وهذا يعتمد على عقلية القائمين ومدى فهمهم ومدى تمسكهم بالمبادئ الأخلاقية التي يجب أن تكون مغروسة في ضمائر رجال الإعلام ، فالإعلام كحد السيف أما أن يكون مع الحق أو يكون قاطعا للحق ، فالبلد الذي يفكر أبناءه أن يكون بلدا مؤسساتيا تغلب عليه المواطنة نراهم يقفون مع أي مؤسسة تقدم أقصى ما باستطاعتها لخدمة أبناء البلد وهذه الوقفة مطلوبة من الإعلام وهي بمثابة دعم سايكولوجي لمن قام بواجبه على أتم وجه ، صحيح إن وزارة النقل قامت وتقوم بواجبها حالها حال باقي الوزارات مثل ( الدفاع والداخلية ) والتي كل منها لها واجب معين ولكن لا ضير إن ذكرنا مواقف هذه الوزارة وأثنينا على عملها ونحن صادقون في قولنا لا منافقون في أدعائنا .
طيلة الأيام السابقة كان لوزارة النقل عمل وجهد استثنائي إنساني ، إذ هب كل من في الوزارة من كبيرهم إلى أصغر موظف في نقل العراقيين من سوريا إلى العراق وعن طريق الجو والبر فالأسطول البري العراقي الكبير كان ينتظر العراقيين في النقاط الحدودية ينقل القادمين مجانا إلى بر الأمان بعد أن تقطعت السبل بهم وأصبحوا بين مطرقة الجماعات المسلحة وسندان الجيش السوري ، الأسطول الجوي ايضا كان له الأثر المهم في نقل العراقيين من مطار دمشق وإلى مطار بغداد مجانا بعد أن تم إرسال أسطول جوي مدني إلى مطار دمشق لنقل العراقيين الهاربين من نار الحرب المشتعلة بين الطرفين والنقل مجانا من مطار دمشق إلى بغداد وليس هذا فحسب بل حتى النقل في بعض الأحيان يتم بدون جواز سفر خوفا عليهم من تعرضهم للقتل والذبح على يد الجماعات المسلحة ، استنفار واضح في عمل وزارة النقل شاهدناه وسمعناه من العائدين من سوريا إلى العراق وهمة ما بعدها همة وموقفا شجاعا من قبل وزارة النقل ، من المعروف عن العراقيين إنهم أصحاب شيمة ونخوة وكيف وأهلهم يذبحون في سوريا ويقفون مكتوفي الأيادي ، لست هنا أتكلم عن جهد وزارة النقل فحسب بل أنا اقصد كل وزارة تقوم بجهد مميز على الإعلام أن يكون معها في توضيح الصورة لتكون حافزا لعمل باقي الوزارات ولتصبح المنافسة شريفة فيما بين الوزارات لتقديم أفضل الخدمات لأبناء الوطن ولكن أخترت وزارة النقل لما رأيته وسمعته من جهد كبير في عميلة الحفاظ على أرواح العراقيين من الموت المحقق في سوريا وعليه كان الأجدر بالإعلام أن يتعامل مع وزارة النقل من موقع المسؤولية الوطنية ويذكر لنا محاسن هذه الوزارة وأن يتعامل مع الوزارات بفكرة عادلة في ذكر ( السلبيات والايجابيات ) فمثلما هو واجب الإعلام كشف المستور وفضح الأخطاء عليه أن يكشف لنا الأعمال الصالحة والجهود المضنية لعمل هذه الوزارة أو تلك حينها سنقول نعم أن إعلامنا يقف على مسافة واحدة من الجميع ولكن للأسف لم نسمع من أي جهة إعلامية أن اشارات لهذا الجهد الجبار من قبل وزارة النقل بل إنهم متخصصون في البحث عن الأخطاء التي يقترفها هذا الوزير وذاك المسؤول وربما يزيدون عليها ولا مجال للشكر في قاموس الإعلام العراقي لأي وزارة تقدم لنا ما تستحق منا أن نشكرها علنا ونشكر جهود منتسبيها  . للأسف يفهمون الإعلام إنه الباحث عن السلبيات والفاضح لها دون أن يفهموا أن للإعلام دورا مهما في كشف الحقيقة الناصعة وتسليط الضوء على المناقب وليس البحث عن المثالب فحسب .
نتمنى أن يكون الإعلام في بلدنا العزيز يعمل بطريقة التعامل الصادق مع مجريات الأمور فالمخطئ والسارق يجب أن يُفضح والنزيه في عمله يجب أن نشيد بعمله لا أن نسكت وننتظر الهفوات لنطبل لها وبعدها نقول إننا إعلاميون .