بما ان “المحاصصة ” دستورية ويستند عليها قانون الانتخابات ، والتي قصمت ظهر الديموقراطية في واقع العراق الجديد التي كنا نتوقع ان تكون ديموقراطية من نوع جديد ناتجة عن كل تجارب العالم المتحضر من اخفاقات ونجاحات .
وبما ان العراق خرج ليس فقط من عصر الدكتاتورية وإنما من عصور الظلم والاستبداد ، كان من الممكن ان تكون ردة فعله عكسية باتجاه ديموقراطية يبهر بها العالم اجمع ،
إلاّ ان تنوع المجتمع العراقي وكثرة الأحزاب السياسية التي خرجت لنا من ثقوب الجدران ، ولا يوجد قانون احزاب ينظم عملهم وبرامجهم ضمن ضوابط قانونية .
وهذا التنوع يفترض ان يكون حالة صحية وايجابية ، لكنه فرض على الواقع العراقي حالة سلبية في الانتخابات وعلى مسيرة الديموقراطية .
وبعد ان اصبح نائبين لرئيس الجمهورية ومثلهم لرئيس الوزراء ورئاسة البرلمان -بعدما كانوا ثلاثة نواب لكل من المناصب الثلاث- واثنان وعشرون حقيبة وزارية لا تغني ولا تسمن من جوع ، واغلب هذه الوزارات تخصيصاتها المالية ترهق ميزانية الدولة التي نحتاج كل درهم فيها لاعمار البلد والنهوض به من هذا النفق المظلم الذي طالما عانينا منه لزمن طويل .
كذلك توجد شريحة في المجتمع العراقي يجب ان تكون لها حصة من كعكة المحاصصة ، وهي شريحة “المتسولين” .
وهذه الشريحة إذا اجرينا لها تعداداً تقديرياً حسب المحافظات العراقية الثمانية عشرة بمعدل الفي متسول لكل محافظة سيكون الناتج ستة وثلاثون الف متسول ، وهذا تعداد كافي لتشكيل وزارة منتجة غير مستهلكة مقارنة بباقي الوزارات .
فالستة وثلاثون الف متسول إذا كان يكسب كل واحد منهم مائة الف دينار يومياً – وهذا ممكن و وارد حسب تقرير بثته قناة العراقية الفضائية – فاجمع واضرب سيكون الناتج مئة وثمانية مليارات دينار عراقي .
اي وزارة من وزاراتنا تحقق هذه الارباح خلال شهر واحد ؟
ناهيك إذا كانت الواردات سنوية !
الفت نظر الحكومة الى دراسة هذا الموضوع وجمع هؤلاء المتسولين في وزارة ، وتضع لهم قانون يسمى “بقانون التسول العراقي” افضل من بقائهم في الشوارع يعكسون حالة سلبية على البلد وعلى الديموقراطية الجديدة في العراق ، ولكي لا تصيبنا عيون الحاسدين من دول الجوار -فقيرة كانت أم غنية – لا تملك ثروة مثل هذه الثروة التي انعمت بها علينا حكومات (حط بجيبك محد يفيدك لعيون العراق كبر شليلك) .
“اللهم انت الغني ونحن الفقراء ، فاغننا بحلالك عن حرامك ”
هذا الدعاء طالما ردده ولاة أمرنا في كل صلاة حتى يجنبهم الله مغريات السلطة والمال ، حتى يكونوا رعاة حقيقيين لشعب ارهقه الظالمين وبلد دمره الفاسدين .