23 ديسمبر، 2024 2:45 م

وزارة الكهرباء..متحدثان لايكفي!!

وزارة الكهرباء..متحدثان لايكفي!!

تابع المواطنون بإهتمام بالغ ما آل اليه مصير المتحدث بإسمها مصعب المدرس بعد ان تم نقله الى موظف بسيط في دائرة الاعلام بوزارة الكهرباء، بعد ان غضب الوزير على تصريحاته التي يغرد بها على هواه، ولا احد من مواطني بغداد يلمس تحسنا في الكهرباء، فأراد الوزير قاسم الفهداوي ان يتخلص من الضجة التي اثيرت حول ناطقه الاعلامي، فأستبدله بآخر هو محمد فتحي الشمري  ربما يجد فيه ضالته في ان يوصل رسالة وزارة الكهرباء بطريقة افضل مما اعتادها الكثيرون عن هذه الوزارة!!
ويبدو ان حظ الناطق بإسم الوزارة مصعب المدرس قد إبتسم له مرة اخرى، اذ عاد الى موقعه السابق بعد ساعات من امر صدور الوزير، مايعكس تحديا لارادة الوزير السيد قاسم الفهداوي من جهة متنفذة ارادت فرض المدرس على الوزير مرة اخرى وعاد الرجل سالما يمارس المهمة وكان شيئا لم يكن!!
لكن الملاحظ للكثير من العراقيين ان وزارة الكهرباء صار لها متحدثان بإسمها واحد للوزارة والاخر للوزير، لأن كل واحد ان يريد ان يوصل الرسالة الاعلامية بما يشتهي،ولا يريد ان يعرف العراقيون الحقيقة، اذ ضيعت وزارة الكهرباء نصيبهم من حصتهم الكهربائية بين القبائل، بعد ان تعدد الناطقون بإسمها، وليس هناك وزارة في العراق لها ناطقان الا وزارة الكهرباء، التي قلدت رئاسة الوزراء في هذا المسعى، في التحدث بإسمها، لأن مهام وزارة الكهرباء ربما تضاهي رئاسة الوزراء من حيث الاهمية، وربما يتم ترشيح الناطق بإسمها الى منصب وزير في اية حكومة مقبلة، لما يمتلكه الرجل من خبرات في مجال صناعة الاعلان والدعاية واعداد النشرات الدعائية، بالرغم من انها كلفت الوزارة مليارات الدولارات منذ ان وطأت قدمه ارض الوزارة!!
ولا يدري العراقيون ان كان لتعيين ناطقين بإسم وزارة الكهرباء له علاقة بتوسيع ميادين عمل وزارة الكهرباء، ام ان احدهما سيكون ناطقا في الليل واخر في النهار، ليرد كل منهما على تساؤلات المواطنين عن اختفاء الكهرباء لساعات طويلة من ايام الاسبوع، في اشهر ماضية وقد شهدت بعض التحسن النسبي هذه الايام ليس بسبب انتاج الطاقة الكهربائية ولكن لأن الجو تحسن اصلا والناس لم تعد تحتاج الى صوبات كهربائية، ولكن ما ان يطل فصل الصيف عند ايامه الاولى حتى تختفي الكهرباء من حياة العراقيين، وهم يلعنون حظهم العاثر في انهم بقيوا يتقلبون يمينا وشمالا شتاء وصيفا، بحثا عن ساعة كهرباء تخلصهم من معاناة الحرارة والبرودة، لكن ساعات الصيف اللاهبة  واختفاء الكهرباء هي من تقض مضاجع العراقيين، وتذيقهم مر الهوان!!
شكرا لوزارة الكهرباء اهتمامها بالمواطنين وتعيين ناطقين بإسمها يأخذان بعين الاعتبار حاجات العراقيين المتزايدة للكهرباء، ولكن هيئة النزاهة هي الغائب ربما عما يجري في دوائرنا من حالات تدخل في هذا الاطار ..وقد يطرح ملايين العراقيين السؤال التالي : لماذا عاد المدرس مرة اخرى الى مهامه بعد كل هذا الضجر من تقصير وزارة الكهرباء في جهودها في توفير الطاقة الكهربائية ، ولماذا لم يترك للناطق الجديد فرصة ان يرى العراقيون صورة افضل له من سلفه كما يود السيد الوزير ان يطرحه كوجه اخر يكون ربما اكثر قبولا واكثر مصداقية في تصريحاته ..ثم الا يعد تعيين ناطقين بإسم الوزارة فسادا من نوع آخر!!