ظهرت قبل يومين على الاعلام عناوين منسوبة الى السيد وزير العدل بانه اتهم شخصيات سياسية مرموقة بالوقوف وراء عملية هروب السجناء من سجن ابو غريب ,وقد اهتمت وسائل الاعلام بهذه العناوين حتى انه نشرت وعرضت على وسائل الاعلام ,وامس ظهر وزير العدل ليصحح تصريحه ويوضح ماقاله حرفيا حيث قال انه لم يقل ان وراء عملية الهروب شخصيات سياسية كبيرة بل ذكر انه هناك تواطؤ بين قيادات امنية رفيعة المستوى تؤمن الحماية خارج السجن وهنا هي بالطبع ضمن مسؤولية وزارة الداخلية وبين بعض السجناء والخارجين عن القانون ,وهنا اريد توضيح مسالة غاية في الاهمية ان الوزارة شخصت هذا الامر بعد تحقيقات كثيرة ووصلت الى حقيقة مفادها ان عملية كبيرة كالتي جرت لايمكن لها ان تكون بمبادرة السجناء واهليهم لان الحراسة داخل وخارج السجن مفروض ان تكون قوية ومؤمنة جيدا .
عموما لست في دفاع عن احد ولكني اذكر شعبنا المسكين بما قاله عدد من المختصين الامنيين ومن المثقفين ومن كل الذين لهم معرفة ببواطن الامور ان هناك تنسيق عالي بين القاعدة الارهابية وبين حواضنها سواء كانوا سياسيين او مدنيين او رجال امن وان هذا التنسيق تسبب في كل موجات هروب السجناء من التنظيمات الارهابية وكان الاجدر بمن يحاول خلط الاوراق ان يتقدم برؤية صحيحة لتجنب ماحصل وماسيحصل مستقبلا لا ان يكيل التهم ويفبرك التصريحات ويحاول التسقيط السياسي لهذه الكتلة او تلك او لهذه الشخصية او تلك وان نبتعد نحن جميعا عن هذه المهاترات .لقد دابت وزارة العدل في عملها على حماية السجون والنزلاء رغم ضعف الدعم والامكانات البسيطة التي وصل بعضها ان الوزارة لاتستطيع شراء قطعة سلاح واحدة الا بعد استحصال موافقات كثيرة واجراءات روتينية وهذا الامر يجعل من عملية عمل حمايات السجون الداخلية عملا صعبا غير مامون العواقب ,ثم ان حمايات السجون من الخارج هي لغير وزارة العدل ومع ذلك اعطت الوزارة من ابناءها الكثير في التصدي لهذه الزمر الارهابية ومن يقف وراءها ,وهنا اريد ان اضيف هل لايوجد فعلا شخصيات سياسية متنفذة تدعم القاعدة وتغذيها بالمال والحماية السياسية بحجة او باخرى وهل ان الاحداث الاخيرة التي حصلت في الانبار والفلوجة لم تثبت ماقلناه ؟نعم هناك حواضن سياسية كبيرة ونحن نتكلم كمواطنين عاديين لانمثل احد ولكن لخطورة الموقف علينا نفض غبار المجاملة والقول ان هؤلاء السياسيين اثبتوا انهم اخوة للقاعدة وداعش وهو ماتضح جليا حيث انسحب قسم منهم من العملية السياسية وعلق عضويته في البرلمان وظهر على الاعلام يصرح بوقاحة انه هو المستهدف من عمليات الجيش العراقي الذي يطارد الارهاب في الصحراء ويدك اوكاره اذن العلاقة وطيدة بينهم وهم يحاولون اليوم عبر كل الوسائل جلب التحشيد العالمي والاقليمي لهذه التنظيمات القذرة ويقولونها بصراحة انهم معهم ويحاولن ممارسة عملية غش الناس بالطائفية المقيتة باسلوب قذر ,ان المواطن العراقي عليه الوقوف وراء حكومته التي تحاول جادة حمايته من القتل والدمار على ايدي الجماعات الارهابية المسلحة .ان خلافات الطبقة السياسية المتقدمة القت بظلالها على المشهد العراقي وازدادت معاناة الناس لان هناك من ياوي الارهاب وهناك من يحاربه ,كان الاجدى بمن يريد التسقيط السياسي لوزارة العدل ويخلط الاوراق ان يشمر عن ساعديه ويعمل للقضاء على كل الارهاب ومن يعاونه ولو كان من السياسيين لا ان يلجا الى اساليب رخيصة الغاية منها اعلاميا وانتخابيا وانه سيكشف وستظهر الشمس من هو الخائن الوضيع ومن هو العامل الامين على شعبه .
تحية الى كل قواتنا المسلحة البطلة واجهزتنا الامنية والى كل الشرفاء من ابناء وطننا والى كل من همه العراق والى كل جهد ساند سواء تنفيذيا ام اعلاميا وسنرى يوما قريبا لنهاية الكذابين والآفاقين والمجرمين .