قبل ايام حصلت حادثة اليمة هزت المجتمع الديواني, تلك هي واقعة موت زين العابدين او زيوني كما يحب ان يدعوه اصدقاؤه. زيوني شاب يتيم الابوين في مقتبل العمر, فقد ابويه بسبب نوائب الدهر واصبح هو المعيل لشقيقيه الصغيرين, عمل في الحقل الاعلامي في الاذاعات المحلية في مدينة الديوانية وعُرف بطيبته واريحيته ودماثة خلقه وجديته بالعمل. عندما اصدرت المرجعية فتاوى الجهاد الكفائي لبى النداء رغم انه غير مشمول بالفتوى شرعاً لكن حبه للوطن والعقيدة دفعه للإلتحاق بالحشد الشعبي فذهب الى ساحات الوغى يقاتل بكاميرته وبسلاحه مثله كمثل فقراء الشيعة ومستضعفيهم من شيعة الحشد الذين هبوا للدفاع عن المذهب حيث امتلئت المقابر بهم في حين تعج فنادق بيروت وعمان ولندن وباريس بأبناء شيعة البازار يتمتعون بملذات الحياة الدنيا بإنتظار ان تضع الحرب اوزارها حتى يعودا ليقطفوا ثمار تضحيات فقراء الحشد.
زيوني هو واحد من ملايين الفقراء الذين تعج بهم المدن الشيعية وهم مشروع موت دائم ان لم يكن في التفجيرات ففي جبهات القتال او بسبب الفقر والامراض. تعرض زيوني الذي يسكن داراً متواضعة الى لدغة افعى نُقل على اثرها الى مستشفى الديوانية على أمل ان يتم علاجه ظل راقداً هناك ليومين من دون جدوى حيث قضى نحبه وسط دهشة اصدقاءه ومحبيه بعد ان عجزت مستشفى الديوانية ومعها صحة الديوانية عن توفير المصل المطلوب لعلاج لدغة الافعى لأن وزارة الصحة لم تزودها به بحسب ادعاء مسؤولي صحة الديوانية.
ان إهمال وفساد وزارة الصحة وفشل قيادة الوزارة هو من تسببت بموت شاب في مقتبل العمر خدم وطنه وعقيدته ومجتمعه اكثر مما خدمه الفاسدون المهيمنون على وزارة الصحة. يقسم الفقه الاسلامي القتل الى صنفين, قتل بالمباشرة وقتل بالتسبيب, ويقيناً ان وزارة الصحة بفسادها وفشل قيادتها هي من تسببت بموت وبالتالي قتل زيوني. واذا اردنا الدقة اكثر فإن المحاصصة اللعينة هي من قتلت هذا الشاب وستقتل غيره, فالمحاصصة هي من اتت بوزيرة يبدو انها لاتقدر حجم المسؤولية المناطة بها ونعني بها مسؤولية صحة ابناء الشعب العراقي. لو ان الوزيرة ومكتبها اهتموا بتطوير مستوى دوائر الصحة والمستششفيات كإهتمامهم بالايفادات لما مات عراقي في المستشفيات. أخيراً لعلني لا اجانب الحقيقة حينما اصف مستشفياتنا بالمسالخ وكادرها الطبي بشكل عام بالقصابين ودونك ما حدث في مستشفى الديوانية وكذلك ما يحدث في بقية مستشفيات الوطن المنكوب بالمسؤولين الفاشلين ومنهم وزيرة الصحة.