18 ديسمبر، 2024 7:44 م

وزارة التربية “مدارسها منهكة،وخططها غير واقعية

وزارة التربية “مدارسها منهكة،وخططها غير واقعية

لا يخفى على الجميع حجم الضّرر الذي لحَق بقطاع ” التعليم ” في العراق بصورة عامة اذ ليس من المسُتغرب أن يضّع العراق في خانة الدول التي تُصنف” (خارج تصنيف الجودة ) خارج المعاييّر التربوية الدولية ” حالة كحال الصومال مثلاً، وبطبيعة الحال هذا لم يأتي عن فراغ بل هو نتاج تراكمات سببتهُ الانظمة السياسية الُمتعاقبة على حكمَة فلم يشهد البلد استقراراً سياسياً واقتصادياً منذ تأسيس ” الدولة العراقية ” الا في فترات قصيرة من عمرة وقد تكون فترة الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم قد شهدت فترة رخاء اقتصادي واجتماعي مما انعكس ايجاباً على قطاع التعليم وانتعش المعلم واصبح ذا قيمة وبلغ من الاهتمام الشيء الكثير فجميع المعلمين آنذاك سافروا إلى دول الاوربية للسياحة وتبادل الخبرات ، رغم أنها (اقصد تلك الفترة) كانت حبلى بالاضطرابات السياسية والانقلابات، وبرغم تلك الارهاصات والتقلبات السياسية الا ان وضع التعليم كان على احسن ما يرام وعلى سبيل المثال كانت معظم الدول الخليجية والعربية منها تحّط الرحال الى بغداد حتى تتزود بالمعرفة وسط انبهارهم بعاصمة العراق وجمالها آنذاك ولكن ما يؤسفنا ان تلك الصورة غابت نهائيا ولم تعد تذكر وذلك بسبب العقلية المتسطحة والتي تنظر إلى التعليم بانة عمل غير منتج ” بل وأنها تدعو إلى التجهيل من خلال سياستها وخططها التربوية التي لم تبنى على أسس متينه فتصور انها تتحدث عن برامج وخطط لا تتلائم مع وضع التعليم في العراق مطلقا فإذا سألت أي مدير مدرسة عن رائيه في برنامج بناء القدرات وما يسمى بضمان الجودة مثلا والذي صدع رؤوس المدراء وشغلهم عن النظر في كيفية انتظام الدوام ومتابعة العملية التربوية وهذا البرنامج هو افتراضي غير واقعي تم تطبيقه على الدول الاوربية التي تتمتع بنظام تعليمي فوق المتميز ويأتي به الى مدارس العراق ذات الجدران الخاوية المتهالكة والى مدارس غير مناسبة اصلاً وأنها لاتشبه النظام التعليمي في أفقر دول العالم فمدرسة بلاجدران وأخرى عبارة عن مكب نفايات وهنالك مدارس كما عرضتها وسائل الإعلام غارقة بالمياه الاسنة أثناء المطر ونوافذ بلا زجاج تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء أننا إزاء أمر خطير بأن يُطلب من المدرسة بان تنطبق برامج وخطط مثالية بعيدة كل البعد عن الواقع ويتحدث لك أحدهم بأنكم تضعون العصي بعجلة التطور فيجب أن تواكب التطور ان مواكبة التطور يجب أن تتهيأ لها أسس متينة فكيف تكون المدرسة تمتلك رؤية ورسالة قابلة للتطبيق وهي لا تمتلك موردا ماليا يساعدها في وضع الزجاج على النوافذ او تعيد طلاء الجدران المتهالكة وان توفر عدد من الرحلات المدرسية والسبورات وان بناية المدرسة الواحدة هي عبارة عن ٣ مدارس وتتعاقب على تلك البناية المتهالكة وعندما يكون عدد التلاميذ في الصف الواحد لا يتجاوز ٢٥ تلميذا و تتوفر كافة الاختصاص في المدارس والاغرب ان في العراق مدارساً لاتزال طينية في بلد يمتلك ثاني أكبر احتياطي للنفط كل هذا ويتحدثون عن ضمان الجودة وهم خارجها تماماً.