18 ديسمبر، 2024 6:44 م

وزارة الإتصالات ، لاداعي للشكر ، مطلقا !

وزارة الإتصالات ، لاداعي للشكر ، مطلقا !

منذ يومين ، شاهدت لقاءً تلفزيونيا على إحدى القنوات ، تظهر فيه وزيرة الإتصالات “الجديدة” ، وهي تقدم شكرها للمواطن لأنه “ساهم” برفد الدولة بالمال أثناء مرور الدولة “بالضائقة” المالية التي مرّت بها في الأعوام السابقة ، أعوام الجمود الإقتصادي بسبب إنخفاض اسعار النفط وجائحة (كورونا) ، من خلال الضرائب التي فُرِضَت على اسعار كارتات الموبايل قائلة (نشكر المواطن على مساهمته وتفهمه لظروف البلد) !.

وأقول لها ياسيدتي ، لا داعي للشكر إذ لم يكن الأمر بيدنا ، بل فُرِضَ علينا فرضا ونحن غير راضين ، فسعر كارت الموبايل فئة 5000 دينار يُباع بسعر 6500 دينار وأصبح من الأعراف المُسلّم بها ، بل كان الأجدر وضع السعر الأخير كونه بالدينار العراقي على كارت الموبايل ، لأجل أسوأ وأغلى خدمة في العالم ومنها خدمة الإنترنيت .

يذكّرني ذلك بقصص أجدادنا في منطقة الكرادة الشرقية عندما كان اليهود يديرون عجلة البيع والشراء هناك ، وقد إستوردوا السكائر ، فكان البقال اليهودي يغري معارفه من سكان نفس المنطقة بتدخين سيكارة مجانية ، وكيف إنها عنوان للسطوة والرجولة والهيبة وغير ذلك من الهراء ، ثم أخذوا يوزعون علب دخان كاملة مجانا ، حتى تسلل الإدمان إلى ضحاياهم ، وبعدها أخذ البقال يفرض السعر الذي يرتأيه على كل مدخّن .

أمركم سيّان ، لقد أدمنّا على الهاتف النقال ، وصار وسيلة الأتصال الوحيدة لدينا بعد أن وئِدَتْ خدمة الهاتف الأرضي ، وصرنا تحت رحمتكم ، أقولها مرة ثانية ، لا داعي للشكر !.

يذكّرني هذا أيضا بأسلوب الموظف الحكومي (كَبُر أم صَغُر) ، وهو يطلب مني رشوة علنا ودون خوف ، وعند إستلامه إياها ، يقول كلمته المشهورة والسمجة (من حلالٍ طيّب) ، وعليك أن تجيبه مرغما كارها : نعم ، لأدعو له في سرّي أن تكون نارا في جوفه ! ونفس الشي بالنسبة لوزارة الاتصالات ، اذ تعتبر هذا الشكل من (التسليب) مساهمة و(من حلالٍ طيب) !.

مرّ وقت طويل منذ أن إرتفع سعر البترول بشكل جنوني ، يتكلمون عن فائض مالي ، وإحتياطي ذهب هائل ، والكاظمي يتباهى في المنتديات العالمية (حققنا نموا إقتصاديا ) ! ، و حال المواطن من سيء إلى أسوأ من البؤس والشقاء ، بالإضافة إلى رفعهم لسعر صرف الدولار الذي قصم ظهورنا ، وكان عليهم في هذه الحالة ، القيام بأي مبادرة للدعم ، لا سيما في أيام جائحة كورونا أسوة بكل دول العالم ، فما دام هذا النمو ، لم ينعكس على تحسين حال المواطن ، فليذهب هذا النمو الذي يدعونه إلى الجحيم ! .