الإنسان موقف؛ الغيرة ثورة؛ الشجاعة ثبات؛ الكلمة تأريخ؛ الحرف وخزة؛ الحقُّ دليل؛ الباطل تضليل؛ الجهل فتنة؛ الفتنة ضلال؛ العجب هلاك؛ الدين معاملة, الكرم (مضيف) لا يُهان فيه الأسير.كُلّ هذه المفاهيم متواجدة إلى جانب دلال القهوة, تحت خيمة القبيلة الأصيلة التي يكون عمودها ومرتكزها الأساس, هو كبير القوم وحاكمه (شيخ العشيرة) ذلك الرئيس الذي ينصاع كل فردٍ من أفراد القبيلة إلى أمره, وعادة ما يَتَّصف هذا (المَحَفُوظ) كما يحلو للبعض مناداته, بصفات نبيلة وحكيمة, ويتميز بإدراكه ووعيه ويكون صاحب (حظّ وبخت).القبيلة منارة؛ والمنارة جامع؛ والجامع منبر؛ والمنبر خطاب؛ والخطاب رسالة؛ والرسالة أمانة؛ والأمانة شهامة؛ والشهامة مروءة؛ والمروءة قطرة؛ والقطرة حياء؛ والحياء ستر؛ والستر قبيلة؛ والقبيلة عَلَم؛ والعَلَم شرف, ومن لا شرف له؛ لا قبيلة له.الفلوجة مدينة الجوامع؛ قليلة المنافع, شديدة التعصب؛ قليلة التحزب, لها طابع ديني قبلي (عشائري) مما جعل من أرضها بيئة خصبة للتطرف, لم يسمع لها صوت للوطن بقدر ما يسمع منها أصوات للطائفة.عندما ينتفض الإنسان للحيوان فإنها قمة الإنسانية, وعندما ينتفض الإنسان للإنسان فإنها الإنسانية, وعندما ينتفض الإنسان لأبناء جلدته فإنها قمة العنصرية, وعندما ينتفض الإنسان لأبناء طائفته فإنها قمة الطائفية, وعندما ينتفض الإنسان لأبناء حزبه فإنها قمة الاستغلالية.إذن لماذا تكون الأصوات الطائفية, مادة دسمة في الأعلام, ومؤثرة في مجتمعها ؟!, هل لأنها تستغل الظلم كشريعة, والدماء كذريعة؟!, أم إنها تكون مثل النساء القبيحة التي تعتبر مادة دسمة في عمليات التجميل, لعمل تجارب عليها, أو جلب الأموال منها.كفاكِ يا (نفاق وردي) من عمليات التجميل, التي انتقلت من وجهكِ (الدُمية) إلى الفلوجة (العَميَة), نعم عَمياء, لأنها لم تشاهد الغيرة في حياتها, عندما رأت (مصطفى) معدوماً على جسرها ولم تنتفض, وكيف لها أن تثور وهي مسلوبة المروءة بعدما شاهدت قطرة جبينها, النساء وهي تُغتصب, وديارها وهي تُنهب .كما أنصح (نفاق وردي) بأن تعمل لضميرها عملية تجميل, حتى ترى الفرق بوضوح بين (آمرلي الصمود) و (فلوجة الخنوع), ترى أي عمليات تجميل تنفع لتلك المدينة البائسة, التي انتفضت أبواقها من أجل (البطون) لا من أجل (الفروج)!!, صدقت يا سيدي يا سيد الإنسانية والعرب, يا أبا الحسن عندما قلت “من كان همَّه ما يَدخل في جوفهِ, كانت قيمته ما يخرج منه”.