18 ديسمبر، 2024 11:13 م

وراثة الأخطاء لماذا!؟

وراثة الأخطاء لماذا!؟

قانون الوراثة، الذي جاء به(مندل)، حقق نجاحاً عظيماً، خصوصاً مع ساستنا الأذكياء! ولم ينفع معهم القول العربي المأثور: اللبيب لا يُلدغ من جحرٍ مرتين!

في سابقةٍ خطيرة، قام رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة، بإطلاق بداية الحملة العسكرية لتحرير الأنبار، وذلك من قاعدة(عين الأسد العسكرية)، من دون التشاور مع قادة الحشد الشعبي، أو طلب مشاركتهم في هذه المعركة!

ولا ندري أن كان ما حصل، بسببٍ مباشرٍ من الجانب الأمريكي، أي بمعنى أن الجانب الأمريكي طلب ذلك، أم بسببِ رفض زعماء عشائر الأنبار، مشاركة الحشد الشعبي، كما تدعي بعض وسائل الإعلام!؟

إن ما يجري اليوم في الأنبار، قد يخفى على كثير من الشعب، فضلاً عن الساسة المنغمسين في ملذاتهم، لكنه لا يمكن أن يخفى، على من يعيش الحدث، ويتابعهُ عن كثب؛ ما حصل في الأنبار، هو نفسه ما حصل في الموصل في 10/6 من العام الفائت، فقد غشت قيادات الجيش قائدها(العبادي)، بتقديمها لتقارير عسكرية ليست صحيحة أو دقيقة، حول الأستعدادات للجيش والشرطة الإتحادية، من ناحية العدة والعدد، ولولا لطف الرب ورعايته، لمنينا بهزيمة نكراء وأنتكاسة أُخرى!

العبادي، في خطابه الأخير، كان يريد طلب الإستقالة، والتنحي من منصبه، وبان على ملاح وجهه وصوته ذلك، لكنَّ ما حصل خلف الكواليس، وقبل دخوله المؤتمر الصحفي وصعوده منبره، تم لقاءه ببعض الصالحين، وممن يدافع عن العراق، بكل ما أُتي من قوة، جعل العبادي يتراجع عن قراره.

أنا لا أدري ماذا حصل بالضبط ولم أكُ حاضراً، ولكني أستقرئ الحدث، فالعبادي أدرك حجم خطأه، في تجاهله قيادات الحشد الشعبي، كذلك طمأنته تلك القيادات، بأن الوضع تحت السيطرة، ولا نفع من تنحيه في هذا الوقت، بل قد يكون ضرره أكثر من نفعه، والأعتراف بالخطأ وتدراكه فضيلة.

اليوم وافق مجلس محافظة الأنبار على مشاركة الحشد الشعبي في المعركة الحاسمة، وهذا المجلس هو الممثل المنتخب الرسمي لأبناء المحافظة ولا يحق لأحد أياً كان أن يعترض بعد ذلك.

بقي شئ…

نحنُ لا نشكك بقدرات الجيش، ولكننا نعتقد بأنهُ مخترق، من قبل بعض النفوس الضعيفة، والأنتهازية، التي لا تهمها سوى مصالحها، الشخصية الضيقة.