عند ولادة ابي كان عمر العراق الحديث ٢٠ عاما وعند ولادتي كان عمر العراق الحديث ٤٠ عاما ، لهذا كلانا لم يرى العراق عندما كان احد الولايات المنسية التابعة للدولة العثمانية ، ولكن عندما وعييناعلى الدنيا تصورنا ان العراق بحدوده الحالية لم ترسمه بريطانيا عقب انتهاء الحرب العالمية الاولى وانما رسمه اجدادنا ادم وحواء قبل اكثر من مليون عام . وعلى هذا النمط تتصور الأجيال التي ولدت بايران ومصر وباكستان وتركيا والخليج وبلاد الشام بلدانها التي تشكلت اواءل القرن العشرين .خارطة دول البلقان التي أنشئت في نفس الفترة لم تستطيع الصمود بعضها تغيرت سلميا مثل جيكوسلوفكيا وبعضها تغير بالعنف الشديد كما حدث ليوغسلافيا . والشخصيات التي لعبت دورا مؤثرا خلال هذه الحقبة ( ١٩١٩-٢٠١٩ ) لن تفلت من الحكم العادل للاجيال القادمة فهذا العب بفضل التقدم التكنولوجي اصبح كله موثق بالصوت والصورة ، وليس كما كان الحال في عصر كعب الأحبار او ابن العلقمي التي لايعرف لحد الان هل هي شخصيات حقيقية ام أسطورية ، انا افكر بهذا المستقبل الحزين لهذه المنطقة ليس كمواطن عراقي يتمنى ان يبقى بلده موحدا مع بقية بلدان الشرق الاوسط ولكني اتقمص عقلية صاحب القرار الامريكي وغير الامريكي الذي يهمه اعادة ترتيب الشرق الاوسط القديم جيوسياسيا لتحقيق مصالح ستراتيجية على المسرح الدولي ، الذي ظهرت فيه الصين كقوة آسيوية عسكرية واقتصادية وحضارية عملاقة لم يتوقعها احد حتى بالخيال وخلال اقل من قرن من الزمان . فالصراع العلني بالشرق الاوسط هو امتداد للصراع الخفي بين امريكا و لصين ، وما دول الشرق التي سيعاد تمزيقها الا طريق لنقل الوقود والعتاد لجبهات ذلك الصراع الخفي . ان العنف الشديد الذي جرى في بلدان أساسية بالشرق الاوسط مثل العراق وسوريا واليمن وافغانستان وموت ملايين البشر خلال ثلاثين عاما متواصلة لن يمر مرور الكرام على طريقة ( بوس عمك بوس خالك ) التاريخ لايفعل هذا . وسيكون الرحيل القريب للنظام الدكتاتوري الفاشي في ايران سواء بحرب او ثورة داخلية هو المسمار الأخير قي نعش الشرق الاوسط القديم الذي تشكل في اعقاب نهاية الحرب العالمية الاولى .