18 ديسمبر، 2024 11:22 م

وخيُر جليس في الزمانٌ ( موبايل)

وخيُر جليس في الزمانٌ ( موبايل)

لقد كانت قراءة كتاب ما ” ووضعه في اليد ويراه المارة من كبائر الذنوب التي لا تغتفر، في فترة ليست بالبعيدة ،كونها تذهب بصاحبها الى التشريد والتهجير والقتل لا محالة لان عيون الحكومة كانت تراقب وترصد كل شاردة وواردة وتضع رقابة مشددة ومحكمة على المكاتب ودور الطبع والنشر لا بل حتى ابسط المكتبات او الدكاكين الصغيرة ، وخاصة ابان حكم البعث , حيث كانت القراءة تعني جريمة يعاقب عليها القانون ويا ليتها تنتهي بالسجن لأن الأمل يبقى معلقا خلف القضبان ولو إلى حين ولكن الذي كان يحدث هو الإعدام شنقا حتى الموت وعلى ذويك دفع ثمن الاطلاقات النارية التي تقتلك دون ان تحدث ضجيجاَ يذكر !؟ وليس لذنبا اقترفوه إنما لأنهم قرأوا كتاباَ دينياَ كان أو حزبيا أوقد تكون روايةً اومذكرات لأنها توحي لأصحابها بأنها تفتح المغاليق وتنور لهم الطريق او تحرك الفكر لأنها ستكشف لك جملة حقائق طالما كنت تبحث عنها ، فالكتاب كالمسك يجذبك ” أي تجد منة ريحا طيبة ” لقد مارست العديد من الأنظمة تلكم الوسائل الخبيثة من اجل نشر الجهل والتخلف حتى تبقى الشعوب تبحث عن غذاء لبطونها الخاوية ولتبقى افكارهم خاوية ايضا .؟ وتلك فلسفة الدول الفاشية حتى يبقى المواطن يستمع لصوت القائد الضرورة فقط وفقط !؟ انها حقبة سوداء خلفت المئات من الشهداء وجيش من الارامل سيما وانها لا تفرق بين اسلاميا ” سنيا او شيعا علمانيا كان او ماركسيا شيوعيا وملحدا وان كان الاسلاميين الشيعة هم الاكثر استهدافا ولأفرق بين اسلامي او شيوعي فأنها ساوت بين المسلم والشيوعي ووضعتهم في خانة واحدة يضربون بعصا واحدة تحت اسم” معارضة النظام وتلك مفارقة في ان تساوى بين الاثنين ؟

ربما ابتعدنا كثيراً عن الموضوع لكن لابد ان يعلم غير العراقي عديد من الحقائق مررنا بها ولكنها لم تثني القراء اندك من مواصلة القراءة والمطالعة , وبرغم كل أساليب الخبيثة التي استخدمها الانظمة القمعية اندك ظل العديد من الناس يقرا ويكتب متحديا كل ما يدور حولة من رعب السلطة غير عابئ بما ستؤول الية الامور وتلك شجاعة واصرار وحب للقراءة لا نظير لة ولكن ما يحدث اليوم هو امر مهول جدا فبرغم الانفتاح والمباح وثورة التكنلوجيا الا ان الناس ابتعدت كثيرا عن الكتاب وباتت رفوف المكاتب تشتكى وتستغيث فلا تغاث ومؤكد ان الموضوع بحاجة الى دراسة معمقة لتكشف اللغز ولكن ما هو معروف جملة حقائق تغنيك عن البحث في اسباب هذا العزوف ومنها ان ثورة التكنلوجيا التي المتهم الاول والسبب الرئيس لانها وفرت مزيد من الوقت والجهد في البحث عن كتاب او قصة او معلومة لأنك بضغت زر ستحصل على كم هائل من المعلومات وتطلع على اراء

مختلفة ماكنت تستطيع الوصول اليها سابقا ولكل شيء ضريبه وضريبه ذلك هو الابتعاد عن الكتاب والقراءة بل حتى ان الصحف الورقية هي الاخرى اصبحت تعاني من ازمة تهدد وجودها وصيرورتها فهي باتت تفقد قراءها وبالتالي الدعم الذي يضمن لها البقاء فحتى الاعلانات التي هي مصدر الصحفية الورقية باتت لها هنالك عدة منافذة من خلال الفضائيات والمواقع الالكترونية اذن نحن امام ازمة حقيقة وتحديات كبيرة ازاء مواجهة هذا التحدي المتمثل بثورة الاتصالات وان هذا الموبايل بات اكثر تأثيرا وملازمة للشخص ولا يمكن باب حال من الاحوال تجاهله واضعاف تأثيره انه ضرب من الخيال واذا كان هنالك ثمة من يقرا اليوم فإنه يقرا في كتب الإلحاد أو التطرف أو في أمور تافهة بعيدة عن المجتمع..ِِ