22 ديسمبر، 2024 8:58 م

أضاءة لحديث ” من بدل دينه فاقتلوه “

أضاءة لحديث ” من بدل دينه فاقتلوه “

أستهلال :
الحديث ‏‏« من بدل دينه فاقتلوه » حديث صحيح رواه البخاري وغيره من أهل السنة بهذا اللفظ‏‏ : « ‏من بدل دينه فاقتلوه‏ » وأما الجمع بينه وبين ما ذكر من الأدلة فلا تعارض بين الأدلة ولله الحمد ‏؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم‏‏ : « ‏‏من بدل دينه فاقتلوه » ‏[ ‏رواه الإمام البخاري في ‏ ‏صحيحه‏ ‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ‏]‏ في المرتد الذي يكفر بعد إسلامه فيجب قتله بعد أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل .. / نقل بأختصار موقع الشيخ د . صالح بن فواز الفوزان .
أضاءة :
قد أغني الحديث أعلاه شرحا وتفسيرا وتوضيحا ، ولكني وددت أن أضيف مجرد أضاءة .. وذلك لأني أرى وجود تناقضا في الموروث الأسلامي ! ، فمن ناحية يشهر محمد السيف بوجه من يرتد عن دينه بالحديث القائل ‏‏« من بدل دينه فاقتلوه » ، ومن ناحية أخرى ، يعطي النص القرآني مساحة من حرية الأعتقاد بقوله ” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)/ سورة البقرة ” ، ومن جانب أخر يصف القرآن / عن الله ، الرسول بوصف بغاية السماحة والرقة والوداعة بقوله ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107)/ سورة الأنبياء ” ، هذا الموروث يجعلك أن تقف مشدوها ! ، مستغربا ! متعجبا ! .. من هذه التقاطعات ! ، فكيف أنت رحمة للعالمين وأنت تأمر بقتل المرتد ! ، وكيف تتحدث بلسان الذات الألهية بقولك ” أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ؟ ” ، والانكى من كل ذلك ، يذهب النص القرآني الى أبعد من ذلك ، بموضوع شائك ! ، بقوله { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } / الكهف: 29 ، أي يمنح حرية الأيمان والكفر للفرد ! . التساؤل الذي يبرز هنا عن من يقف وراء كتبة القرآن ، وعن أحاديث الرسول الذي يتكلم بوحي من الله ( وما ينطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إلاّ وَحْيٌ يُوحَى/ النجم : 3 ، 4) ، ليس من المنطق أن يكون كاتب القرآن واحدا ، وحتى لو سلمنا جدلا أن الله قد أنزله على الرسول فكيف التعامل مع هذه التناقضات ! ، أي هل أن الله يناقض نفسه ! . أرى وجود نهجا مرحليا وفكريا وبنيويا في الموروث الأسلامي ، يختلف وفق الظرف والحدث والواقعة والظرف ! ، بمعني لا توجد وحدة فكرية في النص القرآني ، الأمر الذي أبرز هذا المزيج والخلط بين مجموعة من المبادئ المتضاربة عقائديا وأيمانيا ! .