من سمات الشريعة الإسلامية محاولتها تشجيع الخصال الحميدة في الإنسان ومنها خصلة كرم الضيافة.. وأساس الشعوب في تماسكها ووحدتها هو العشائر العربية التي تحمل كل معاني الكرم والجود..
سطر لنا التاريخ عدة قصص ومواقف عن عشائرنا أمتدادآ من العصور القديمة وصولا لعصر الإسلام والقصص تتناول بكل اعتزاز حكايات كرم حاتم الطائي.. وبعد أنتشار الفتوح الاسلامية غزت خيل الإسلام قبيلة “طيِّئ” وأخذوا من بين السبايا سفانة بنت حاتم الطائي، وكانت امرأة بليغة عاقلة، أصبح أخوها نصرانيا وفر من أرض الروم قبل أن يُسلم ويحسنَ إسلامه.مر عليها النبي صلى الله عليه واله وسلم، فقالت له: “يا رسول اللَّه!
امْـنُنْ علَي مَنَّ اللَّه عليك، فقد هلك الوالد وغاب الوافد، ولاتُشمِّتْ بى أحياء العرب، فإنى بنتُ سيد قومي، كان أبى يفك الأسير، ويحمى الضعيف
ويَقْرِى الضيف ويشبع الجائع، ويفرّج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشى السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا بنت حاتم الطائي”.
فقال لها النبي الأكرم عليه وأله أفضل الصلوات: “يا جارية، هذه صفة المؤمن، لو كان أبوك مسلمًا لترحمنا عليه”.. ثم قال لأصحابه: “خلوا عنها، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق”.. هكذا اسس الاسلام فينا روح الشهامة، تلك الصفة التي مدحها الأنبياء والرسل والاولياء تجسدت في عشائرنا الأصيلة، من كرم الضيافة.
بعض ممن لا يفهم تلك الخصال، بل ولا يجدها في نفسه نراه يملؤه الغيض، وما نراه من رد فعل بعظهم خلال زيارات السيد عمار الحكيم إلى العشائر في محافظات العراق واللقاء مع أبناء شعبه الذي شاطره الويلات في زمن النظام السابق، دليل واضح على هذا الغيض
هذه الزيارات إحدى مرتكزات تيار الحكيم للتواصل الاجتماعي ومن أساسيات منهجهم.. وما إن تنتهي زيارة للحكيم حتى نرى صفحات التواصل الاجتماعي، تعج بالسب والشتم والابتعاد عن قيم السماء والأرض، وما هذا ألا سببه دوافع سياسية جندوا لها من أجل تسقيط الحق والحقيقة، فكما جاء في القرآن الكريم “أكثرهم للحق كارهون”..
تجسدت هذه الفكرة في عدة أمور فقد تكون، قلة الثقافة والوعي، وربما قلة الإيمان في صدورهم، وكما قال الباري قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ﴿١١٨ آل عمران}، ولا يمكن أن ينسب لهم الجهل، لكن تصرفاتهم بعيدة عن صفات مكارم الاخلاق، لأن الكرم والتماسك العشائري موجود حتى في زمن الجاهلية.
هل أصبح التواصل المجتمعي بين زعيم سياسي والعشائر صفة مكروه؟ فلماذا لا تكون ردود الافعال معه كما هي مع غيره؟
كأن الدنيا قامت ولم تقعد من بعض النفوس الضعيفة، والتهجم بكلمات لا تدل على خلق وعقل كاتبها ضد الشيوخ الكرام وضيوفهم!
هل هذه صفات الإسلام إن كنتم مسلمين؟ هل هذه صفات العشيرة إن كنتم تنتمون إلى عشيرة؟ هل هذه صفة الثقافة والوعي الذي تعلمتم عليه أن تتهجموا على الناس بهذا المنطق البذيئ؟
رغم ما كتبتم وما قلتم فأن السفينة تبحر بثقة، لأنها تحمل الحق ومشروع الإصلاح هو الخالد ولا يزول.