بمناسبة ولادة مولى الثقلين الامام امير المؤمنين [ع] اتحدث عن موضوع نردده دائما في زياراتنا للائمة المعصومين{ع} نخاطبهم :يا باب الله الذي منه يؤتى..يا نور الله في ارضه .. يا حجة الله.. يا عين الله وغيرها …
هذه الاية الكريمة أشارت “الى وجه الله” ، فما المراد من وجه الله تعالى علماً إن هنالك عدة روايات وتفاسير تدل على إن وجه الله هم المعصومين من أهل البيت {ع} كذلك الأنبياء ..قبل التطرق للأيات الكريمة نُورد بعض المعاني :
معنى ( الوجه ) في اللغة : الوجه في اللغة ينقسم الى عدة أقسام :
1. الوجه : وهو الوجه المعروف الذي به عينان وانف وفم سواء في الانسان والحيوان وغيره لكل شيء وجه. الراي الثاني: الوجه : هو أول الشيء يسمى وجه بدليل قوله تعالى:( وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )( أي امنو في أول النهار) فقالت الاية اول النهار؟؟ ثالثا: الوجه : القصد بالفعل حين تعمل عملا تقصده لوجه الله. قال تعالى:.. (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله) .. رابعا. الوجه : القدر والمنزلة ، يقال فلان له وجه وجاه ومنزلة . وهو أوجه من فلان أي أعظم له منزلة .واخيرا الوجه : الرئيس المنظور اليه : يقال وجه القوم فلان وجه عشيرته والمنطقة الفلانية اوجه من المنطقة الاخرى .
بعد تعريف الوجه ، لنعرف ما ورد في بعض الآيات الكريمة لأننا [لا نستطيع ان نضيف هذه الصفة لله على وجه الحقيقة]باعتبار ان الله ليس كمثله شيء.. وانه لا تدركه الابصار ولا يمكن للعقل البشري ان يتصور لله وجها او جنبا او اطرافا. ولكن نعرف الله بالمثال التالي: لو اراد أحدنا أن ينظر إلى قرص الشمس لما استطاع ان ينظر إليها مباشرة الا بواسطة { جهاز او نظارة سوداء} لانها بدون واسطة لا يمكن رؤية وجهها .ولكن لو نظر في وجه الماء لتمكن من مشاهدة قوة اشعاع قرص الشمس فكانت رؤيته للشمس بواسطة الماء وبهذا، فقد أصبح وجه الماء وجهاً لقرص الشمس. فعليه يكون معنى الوجه الذي لا يدرك لقوة شعاعه ان تنظر اليه من خلال شيء اخر ليتم التعرف عليه . غير ان الله ليس له تجسيم كالشمس او الضوء القوي وامثالها { الله غير مجسم} ولا تدركه العقول فكيف نصل الى نوره والى رحمته والى بابه فالله لا يدركه واصف. روي عن الإمام الصادق{ع} قوله: (مَن زَعَمَ أَنَّ لِلَّهِ وَجْهاً كَالْوُجُوهِ فَقَدْ أَشْرَكَ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ لِلَّهِ جَوَارِحَ كَجَوَارِحِ الْمَخْلُوقِينَ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَهِ، فَلاَ تَقْبَلُوا شَهَادَتَهُ وَلاَ تَأْكُلُوا ذَبِيحَتَهُ، تَعَالَى اللَهُ عَمَّا يَصِفَهُ الْمُشَبِّهُونَ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ، فَوَجْهُ اللَهِ أَنْبِيَاؤُهُ وَأَوْلِيَاؤُهُ ) .
من خلال كل ما ورد يتوضح لنا إن وجه الله {ليس تجسيم خاص}له إنما ما نُقصد به كل شيء يذكرنا بالله ويدفعنا للتوجه اليه من ذلك الوجه والباب .. مثل قولنا بيت الله وايام الله وعيد الله الاكبر بينما كل الايام من خلق الله سبحانه . في تفسير الميزان لقوله : «و يبقى وجه ربك» قال الامام زين العابدين{ع} وجه الله دين ربك،” نحن الوجه الذي يؤتى الله منه”. وكلام الامام حجة على شيعته. وفي مناقب ابن شهر آشوب: قوله: ( ويبقى وجه ربك) قال الصادق وجه الله دين الله (ع): نحن وجه الله.الذي يؤتى من خلاله لدينه..فبقاء الدين ببقاءهم ..فاهل البيت {ع} هم وجه الله،وباب الله ويد الله وحجة الله عند الإستناد لمعنى الوجه وهم من نتوجه بهم الى الله وبهم عرفنا الله ورسوله: قَالَ اَلنَّبِيُّ {ص}: يَا عَلِيُّ مَا عَرَفَ اَللَّهَ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ وَ مَا عَرَفَكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ غَيْرُ اَللَّهِ وَ غَيْرِي.. وورد في كتب القوم. ما رواه ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس في باب الميم، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله{ص}: من سب عليا {ع} فقد سبني ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أدخله نار جهنم، وله عذاب عظيم. وعشرات الاحاديث لا يسع المقام لذكرها.
تَسمـو القَصيدَةُ إن غَنَّت أبا حَـسنٍ// والشِعـرُ يُشرِقُ فَوقَ العـالمِ الرَّحِبِ
وجئتُ أطلبُ مِن كَفيك أبيَـضَهـا /// فانظُر فِداكَ ضِيـاءُ العَينِ في طَلَــــبي
فـاختَرتُ ذِكرَكَ في شِعري فشَرَّفني/ / /وكُل شِعـرٍ بِـلا ذِكــــراكَ لم يَطِــــبِ
الشيخ عبد الحافظ البغدادي /// 13/1/2025