18 ديسمبر، 2024 7:01 م

وجه الشبه ما بين جريمتي أشقى الأولين واشقى الآخرين

وجه الشبه ما بين جريمتي أشقى الأولين واشقى الآخرين

لقد أخبرتنا الأحاديث الشريفة على أبشع وأخطر جريمتين حدثتا خلال مسيرة الرسالات السماوية وأن اشقى الناس من الأولين والآخرين من قام بهاتين الجريمتين وهما عاقر ناقة النبي صالح عليه السلام وقاتل علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقد ذكرت لنا الأحاديث الشريفة بطرق مختلفة على بتشبيه عاقر ناقة صالح وقاتل الإمام علي عليه السلام قال رسول الله ( صلى الله عليه واله)( كأني بك وأنت تريد أن تصلي وقد أنبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة صالح يضربك ضربة على رأسك فيخضب بها لحيتك )( 1) ، وفي هذه العجالة نناقش هذا التشابه ما بين آية ناقة صالح وآية رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن ابي طالب عليه السلام :

لقد ذكر لنا القرآن الكريم قصة آية نبي الله صالح عليه السلام الناقة كيف ولدت وكيف قتلت هي و فصيلها .

لقد ولدت الناقة من الجبل بعد أن صدع وخرجت منه وهي براء عشراء ( حامل) وهذا حدث بعد دعاء الله نبي الله صالح عليه السلام تلبيةً لطلب قومه الذين أرادوا أن تخرج لهم ناقة حمراء شديدة الحمرة وبراء عشراء ، وقد أنشق جدار بيت الله لفاطمة بنت أسد عليها السلام وهي حامل بأمير المؤمنين عليه السلام وبقيت في البيت ثلاث ايام بعد ان أنشق لها جدار البيت ثانياً فخرجت وهي تحمل أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد شهد على خروج الناقة من الجبل من قوم صالح سبعون من كبرائهم وعقلاءهم وقد قال نبي الله صالح عليه السلام لقد حققت لكم ما تريدون هل بقي شيء قالوا لا أذهب بنا الى قومنا لكي نخبر قومنا حتى يؤمنوا بنبوتك وفي الطريق أرتد أربع وستون ولم يبقى إلا ستة وقد أرتاب من الستة واحد فكان فيمن عقرها أي أرتد القوم ولم يبقى منهم إلا خمسة (2)،

وفي غدير خم أجتمع أكثر من مئة وعشرين الف وأعطوا البيعة لأمير المؤمنين عليه السلام ولم يبقى من هؤلاء إلا ثلاثة ولحق بهم الرابع وقد قال الإمام الباقر عليه السلام أرتد الناس بعد النبي صلى الله عليه واله إلا ثلاثة نفر : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ثم إن الناس عرفوا ولحقوا بعد ( 3)، كانت الناقة تعطي لبنها لقوم صالح عليه السلام أي تغذيهم بدون أن تفرق ما بين الفقير والغني أو المرأة والرجل الجميع يشرب من لبنها الصافي النقي ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يغذي المسلمين بل الإنسانية قاطبة بعلومه المختلفة وكان يعطي العلوم بدون أن يفرق ما بين الأبيض والأسود الغني والفقير والقوي والضعيف والوجيه والحقير والسيد والعبد ، لقد حذر نبي الله صالح قومه من تعذيب ناقته أو منعها من شربها لأن عذاب الله سينزل عليهم لأنها ناقة الله وآياتها التي أنزلها الله لهم قال الله سبحانه وتعالى (قد جاءتكم بينةٌ من ربكم هذه ناقة الله لكم آيةً فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوءٍ فبأخذكم عذابٌ أليم …) ( 4)، وقد حذر رسول الله (صلى الله عليه واله) حرب أو قتال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله (صلى الله عليه واله)(يا علي حربك حربي وسلمك سلمي) وقال رسول الله (صلى الله عليه واله)( عاديت من عاداك وسالمت من سالمك) وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) في حق أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام( أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم )( 5) وقال الله سبحانه وتعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم) ( 6) ، لقد قاد الهجوم على ناقة بني الله صالح عليه السلام تسع كفار مفسدين في الأرض وكان في مقدمة هؤلاء قدار بن سالف وهو أبن زنى وقد دفع قدار لهذه الجريمة عشيقته قطام ( 7) حيث قالت له لا أهبك نفسي هذه الليلة الا بعقر ناقة صالح ، وقد تم لها ذلك فقام بعقرها وقتلها في الصباح وقام بتوزيع لحمها على قومه فأكلوه (8) ، وأما قاتل أمير المؤمنين عليه السلام فهو عبد الرحمن بن ملجم وهو من ولد قدار بن سالف عاقر ناقة صالح كما قال عبد الله بن حبر الأمة ( 9) ، وهو أبن حيض فقد حملت به أمه وهي طامث (10) وقد دفع عبد الرحمن بن ملجم لقتل أمير المؤمنين عليه السلام قطام بنت سخينة ( 10) ، وبعد أن قتل قدار ناقة الله فقد هرب فصيلها الى الجبل فلحق به وقتلوه كما قتلت أمة محمد (صلى الله عليه واله) ابن الإمام علي عليه السلام الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء .

ونلاحظ الشبه الكبير ما بين عاد قوم نبي الله صالح عليه السلام والعرب قوم رسول الله (صلى الله عليه واله) كيف تحدوا حدود الله بقتل آياته العظام بالرغم من التحذير والتهديد من قبل نبي الله صالح والنبي محمد صلوات الله عليهم وعلى ال محمد ، لأن المحافظة على الناقة كانت شرط الإيمان بالله سبحانه وتعالى قال الله سبحانه وتعالى( قد جاءتكم بينةٌ من ربكم هذه ناقة الله لكم آيةً فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذابٌ أليم …)(11) وكذلك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام شرط الإيمان برسالة محمد (صلى الله عليه واله) حيث يقول الله سبحانه وتعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) (12)، ولكن ثأر ناقة الله قد أخذه الله سبحانه وتعالى بعد قتل الناقة أرسل إليهم جبرائيل عليه السلام فصعقهم بصيحة واحدة قد قطعت قلوبهم وخرقت أسماعهم فماتوا أجمعين في طرفة عين ثم أرسل الله سبحانه وتعالى ناراً من السماء فأحرقتهم ، وأما ثآر قتل امير المؤمنين عليه السلام وأبنه الإمام الحسين عليه السلام فسيأخذه أبنهم الإمام الحجة بن الحسن عج بعد أن يأذن له الله سبحانه وتعالى بالخروج والانتقام من قتلت الإمام الحسين عليه السلام وباقي الظالمين أللهم عجل لوليك الفرج .

(1) ينابيع المودة لذوي القربى – القندوزي- ج1ص166(2) النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين – سيد نعمة الله الجزائري ص90(3) الإختصاص – الشيخ المفيد ص6(4) سورة الأعراف آية 73(5) مناقب آل أبي طالب – ابن شهر آشوب – ج3ص18(6) سورة المائدة آية 33(7) كتاب الروضة الفيحاء في أعلام النساء ج1ص89 باب قطام وقبال(8) النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين – السيد نعمة الله الجزائري ص91(9) مناقب آل طالب- أبن شهر آشوب- ج3ص93(10) مناقب آل أبي طالب – أبن شهر آشوب – ج3-ص93 (11)بحار الأنوار – العلامة المجلسي –ج42-ص264 ، مقاتل الطالبين ج1ص46 (11) سورة الأعراف آية 73 (12)سورة المائدة آية 6