23 ديسمبر، 2024 2:00 ص
(( نجا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من محاولة اغتيال بواسطة طائرة مسيّرة مفخّخة استهدفت فجر اليوم الأحد مقر إقامته ببغداد، في هجوم لم تتبنه أي جهة حتى الآن، ورد عليه الكاظمي بالدعوة إلى “التهدئة وضبط النفس”، في حين دانت الولايات المتحدة محاولة اغتيال الكاظمي ووصفته بأنه “عمل إرهابي واضح”
الأحد ٧/ ١١ / ٢٠٢١
الجزيرة، نت ))
هل ما يحدث يندرج ضمن مسار التكامل الديموقراطي؟..
نشبت البارحة نار كادت أن تتحول لأتون مدمر، فقد قُتِل وجُرِحَ عدد من المحتجين على نتائج الانتخابات وهم اتباع لفصائل مسلحة ومكونات حشدية، ومن عناصر الأجهزة الأمنية، وكذلك تعرض مقر اقامة رئيس الوزراء لضربة أحدثت اصابات وأضرار، ومازال الوضع غير مستقر، وربما يستمر التصعيد وتنشب حرب داخلية بين جهات شيعية عراقية فنشهد مأساة أخرى ودمار جديد، وهذا الحدث البارز يدفع لطرح سؤال أراه ضروريًا؛ هل ما يحدث يندرج ضمن مسار التكامل الديموقراطي؟..
لماذا أقول بضرورة هذا السؤال؟.
الاسئلة والنقد وتنوع وجهات النظر تدفع بالنظام الديموقراطي صعودًا تشذيبًا وتهذيبًا وتُثري التجربة، ولكن النظام في بغداد لا يسمح بتعدد الآراء، ويقمع النقد، ويصفع الإختلاف، وكل رأي ونقد يُفسد الود والقضية، ولا داعي لذكر قائمة من قضوا بسبب كلمة ووجهة نظر.
أن ما يحدث يندرج ضمن مسار مواز للديموقراطية يحاول حثيثًا وبقوة الفوز بالسباق واجتياز شريط المضمار ورفع يد المنتصر اللاديموقراطي، وإجبار الجمهور على قبول نتائج الماراثون والتصفيق لنظام دكتاتوري جديد، ومازال في قلب الجمهور رغبة بمهيب زعيم أوحد يجمع هذه المرة بين العروبة والقداسة الطائفية تصير كلماته تلاوة تُتلى في الليل والنهار وعباده خُشّعٌ سجود أمام مذبحه الرهيب.
نحن نطالب بالإعمار والقادة يُشيدون الدمار.
نحن نطالب بالديموقراطية والقادة يمقتون الحرية.
نحن نطالب بدولة ودستور والقادة يريدونها جغرافيا من فقر وقمع وقبور.
كلهم شركاء في النظام وكلهم يطلقون الصواريخ والرصاص ولا كرامة للدولة أو قيمة دستورية وقانونية.
لا تشرين ولا الإنتخابات ولا التجربة المريرة لعقدين غيّرت فيهم وأقنعتهم أن الدولة لا تدعو للإيمان أو تأمر بمعروف وتنهى عن منكر وتوصل المواطنين للجنة، ولكن مع من نتحدث، وأي عقلية منهم تُفكر بالسياسة وآلياتها.
لقد انزوى السُنة، ونأى الكورد بأنفسهم، وصمت المسيحيون، وأبتعد الأزيدية، واختفى الصابئة، وتراجعت أمريكا، ولم يفلح التدخل الفرنسي، وآثر الصينيون التجاهل، وهنيئًا للمؤمنين هذه الغزوات الجهادية على ابواب المنطقة الخضراء، ومبارك لهم إصرارهم على إقامة دولة على منهاج النبوة والإمامة، ونحن بإنتظار رب أعلى يسوس العاصمة وفق منهاج جلالته، والحمد لله على هذا البؤس العظيم المُقيم.