17 نوفمبر، 2024 9:47 م
Search
Close this search box.

وجهة نظر شخصية ..

اثبتت غالبية الطبقة السياسية الحالية انها تجيد صناعة الازمات وتهديم الجسور مع الاخرين بدلا من تجسير العلاقات وايجاد المشتركات الوطنية ، طبقة سياسية اغلبها بارع في الصراخ واثارة النعرات من اجل الظهور بمظهر المدافعين عن طوائفهم وهم بالحقيقة لم يقدموا شيئا لهذه الطائفة او تلك ولكنهم استفادوا كثيرا من هذا المناخ المتشنج، ثلاثة عشر عاما يحكمون ولم يقدموا مشروعا واحدا لبناء الدولة لكنهم يجيدون طرح المشاريع الحزبية والطائفية والقومية والدفاع عنها لذلك نراهم يختلفون بسهولة ربما لهشاشة رؤيتهم السياسية التي لم تسعفهم في فك رموز الواقع السياسي.
طبقة سياسية تستخدم اعقد المصطلحات وافخم التعابير لتثبت للاخر انها (مثقفة) لكنها لم ولن تطبق ماتجاهر به من مصطلحات اصبحت في متناول الجميع ــ حتى لدى الفلاح الذي يسكن في اقاصي القرى ــ فالخطابات الرنانة لم تعد مناسبة لواقع عراقي انهكته الثقافات النرجسية المتعالية كونوا ابناء الواقع ولا تكونوا ابناء المصطلحات المُستَهلَكة التي لم يجن منها الشعب العراقي سوى مزيدا من التعقيد والتشابك، اتركوا (الديماغوجية والسوسيولوجيا والانطولوجيا والثيوقراطية) وغيرها من المصطلحات وخاطبوا مجتمعكم بلغة واضحة فاللغة وسيلة تواصل مع الاخرين لاتبحثوا عن المفردات البراقة ابحثوا عن الحلول الواقعية لان فيها خلاص الشعب من جحيم الصراعات.
للاسف انكم بارعون في البحث بين صفحات الكتب عن مفردات جديدة لم يتم تداولها لانكم تتسابقون دوما لاجل المفردات ولم تتسابقوا يوما للبحث بين مدن الصفيح واكواخ الطين عن فقراء الوطن لانهم بنظركم مجرد ارقام انتخابية ستستدرجونهم للمشاركة في الانتخابات اما بالخطابات الطائفية او عن طريق (بطانية) لاتقيهم من صقيع الشتاء واشهد انكم تجيدون هذا الدور مستغلين بساطتهم وفطرتهم وضعف ادراكهم لِما يجري من حولهم.
فمتى تستنهضون ضمائركم وتتنازلون عن مكاسبكم لأجل هذا الشعب المُبتلى بامثالكم .
ايها الجاثمون على صدر الوطن بلا رحمة .
خذوا غنائمكم واتركوا لنا الوطن.

أحدث المقالات