الصراع الحالي في منطقة الشرق الاوسط هو امتداد للصراعات القديمة التي تلت الحربين العالميتين ، صراع مصالح وتقاسم للنفوذ بين الدول العظمى والكبرى ولان المنطقة العربية هي المناخ المناسب لهذا الصراع لاسباب عديدة منها اهمية هذه المنطقة الاستراتيجية ووجود منابع النفط والواقع الجغرافي الذي جعلها مجاورة لايران وتركيا والصراعات القديمة بينهما بالاضافة الى موقف روسيا من تركيا سيما ان هناك مواقف متشنجة هي امتداد للصراع بين الدولتين من ايام هزيمة الامبراطورية العثمانية امام روسيا عام ١٧٧٤ وكذلك معاهدة ياسي التي كانت مُذِلة للعثمانيين عام ١٧٩١واستمرار الصراع ليومنا هذا .
ان اخطر مايهدد المنطقة هو تغليف الصراع طائفيا لتكون المواجهات داخلية والمستفيد الاول منها هو الاستعمار الجديد بكل عناوينه واول المستفيدين هو الكيان الغاصب للقدس وللاسف الشديد نرى ان المواقف العربية تتوحد لضرب الشعوب العربية ولكنها متفرقة في موقفها ضد (اسرائيل)
وحتى اغلب الشعوب العربية اصبحت منقادة للحكام العرب فلم نرَ منذ سنين خروج تظاهرات ضد الكيان الصهيوني ماعدا بعض الجهات المقاومة في العراق ولبنان وسوريا ولم نسمع رئيسا عربيا يهاجم ( اسرائيل) بل مانراه ونسمعه هو خطابات طائفية تحريضية بين ابناء الوطن الواحد والامة الواحدة وهذا انعطاف تاريخي خطير يكشف بوضوح مدى التأثير الامريكي الصهيوني على اغلب الدوائر السياسية الاسلامية والعربية ليكون التوجه ضرب الاسلام بالاسلام والعرب بالعرب لاضعاف كيان الامة وجوهرها العقائدي فمتى تعي الشعوب العربية والاسلامية خطورة الواقع وانعكاساته السلبية على مستقبل الاجيال نحتاج لاعلام مهني يعمل على صناعة رأي عام اسلامي عربي يقف بوجه هذا الغزو الاستعماري بثوبه الجديد .