22 نوفمبر، 2024 12:25 م
Search
Close this search box.

النهج الليبرالي والنيوليبرالي في طريق مسدود: روسيا الاتحادية انموذجا

النهج الليبرالي والنيوليبرالي في طريق مسدود: روسيا الاتحادية انموذجا

اثبتت الاحداث من ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها للمدة 1985-1991 ومايسمى بالاصلاح الاقتصادي والاجتماعي لروسيا الاتحادية للمدة 1992-1999 وما بعدها ، ان الليبراليون والاصلاحيون المتوحشون والبيرسترويكيون هم عملياً كانوا اعداء لوطنهم وشعبهم، وهم شكلوا الطابور الخامس وعملاء النفوذ في الحزب والسلطة السوفيتية وفي روسيا الاتحادية، وهم اصبحوا اداة طيعة ومنفذة ومخربة لصالح القوى الاقليمية والدولية والمؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالميه… وبالضد من مصالح الغالبية العظمى من الشعب، اي لصالح النخبة الاوليغارشية المافيوية الحاكمة وهي لا تشكل في احسن الاحوال اقل من 1 بالمئة، ولكنهم يحضون بدعم واسناد حقيقي وفعلي من قبل قوى الثالوث العالمي ، ولا يزالون يحضون بذلك الدعم ولكن اقل مما كان سابقا وفي روسيا الاتحادية مثلاً، ً ولكنهم لديهم تأثير في رسم السياسة النقدية والمالية في روسيا الاتحادية ، أي ان البلوك المالي والاقتصادي وغيره، ومن هنا ينشأ الخطر الحقيقي لروسيا الاتحادية ، للشعب الروسي اليوم. واعتقد يكمن الحل الوحيد والجذري هو خروج روسيا الاتحادية من مؤسسات الحكم الدولية، ومنها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجار العالمية ، لان هذه المؤسسات لا تحقق للاقتصاد الروسي آي نفع اقتصادي بل العكس هو الصحيح من حيث المبدأ.

ان هؤلاء الليبراليون والاصلاحيون المتوحشون الفاقدين للوطنية والولاء للوطن والذين يعملون وفق التوجيهات الخارجية، أي من قبل القوى الدولية التي تهدف الى تقويض النظام الحاكم في موسكو وتفكيك روسيا الاتحادية، وحسم الحرب الكونية الثالثة لصالحهم اليوم ، وهذا يتمثل بالدعم اللامحدود للنظام البنديري \ الارهابي في اوكرانيا من المال والسلاح والخبراء العسكريين والارهابيين والمرتزقة الاجانب وتصعيد حدة المواجهة مع روسيا الاتحادية عبر ارسال الاسلحة ومنها سلاح باتريوت الدبابات والمدرعات، واليوم يجري الحديث عن ارسال الطائرات الحربية من قبل لندن وواشنطن وبون وباريس والناتو ووو، ويجري الحديث عن تزويد النظام النيوفاشي \ النيونازي الارهابي في اوكرانيا بالقنبلة القذرة ويطالب زيلينسكي المتهم بتعاطي المخدرات وفريقه الاجرامي، والذين اصبحوا مليونيرية ومليارديرية وبالدولار الاميركي يناشدون الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها اعطونا المال اعطونا السلاح الحديث وبسرعة من اجل استرداد القرم والدونباس وزابوروجيا وخيرسون وووو وهذا مستحيل القبول به ومستحيل تحقيقه حتى لو نشبت اكثر من حرب كونية عالمية ثالثة. وليس غريباً ان ممثلي النهج الليبرالي والنيواليبرالي المتوحش والمتطرف يعارضون العملية العسكرية الروسية الخاصة لتحرير شعب الدونباس ووو،وموقفهم هذا هو موقف لندن وواشنطن وبون وباريس وبروكسيل اين الوطنية والولاء للوطن لهؤلاء الاوباش؟.

ان من اهم ممثلي هؤلاء من عملاء النفوذ والطابور الخامس هم :: غورباتشوف، ياكوفلييف، شيفيرنادزة، يلسين، كرافجوك، كوجما، ارباتوف، بوبوف، كوزيروف، بوربوليس، اناتتولي جوبايس وغيرهم سواء كانوا في الحزب الشيوعي السوفيتي سابقاً الذين خانوا الشعب والفكر والحزب والاحياء منهم مثلاً اليوم يعيشون في واشنطن ولندن وباريس وبون ووو. وشكلوا ما يسمى بالمعارضة السياسية ضد النظام الحاكم في موسكو…. ؟!.

ان من اهم نتائج هذا النهج الليبرالي والنيواليبرالي المتوحش للمدة من 1985- 2010 قد تمثلت بالاتي :؛

تفكيك الدولة السوفيتية العظمى الى 15 دولة مستقلة وتحت شعار مايسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها وتم اعطاء اسم جديد وهو رابطة الدول المستقلة، تقويض حلف وارسو وبيع المانيا الديمقراطية بثمن بخس من قبل غورباتشوف وشيفيرنادزة وبثمن 330 الف مارك الماني كثمن لجهود العميل والخائن شيفيرنادزة، حصول غورباتشوف على لقب الابن الالماني، وحصوله على رشوة من رئيس كوريا الجنوبية نحو 100 الف دولار، اشاعة النزاعات المسلحة ذات الطابع القومي في جمهوريات الاتحاد السوفيتي وبعدها في روسيا الاتحادية، تم اضعاف وتخريب منظم للاقتصاد الوطني في الاتحاد السوفيتي للمدة 1985-1991 واستمر هذا النهج حتى عام2010،هروب راس المال الوطني من جمهوريات الاتحاد السوفيتي بشكل عام ومن روسيا الاتحادية بشكل خاص، تنامي معدلات البطالة والفقر والبؤس وتفشي المخدرات والانتحار والقتل المتعمد وخاصة وسط الشباب تخريب منظم للقطاعات الانتاجية بالدرجة الأولى وتخريب منظم لقطاع التعليم والصحة ، وتحويل البلد الى مصدر للموارد البشرية والطبيعة واصبح الاقتصاد ريعي أي انه يعتمد على بيع الموارد الطبيعية بالدرجة الأولى وهذه اصبحت سمة للغالبية العظمى من رابطة الدول المستقلة، تشديد التبعية للمؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالميه، ارتفاع مستمر لأسعار السلع الغذائية والدوائية والخدمات مما اثر ذلك على تدهور الوضع المعيشي للغالبية العظمى من المواطنين في رابطة الدول المستقلة والاخطر من ذلك ظهور حيتان وديناصورات الفساد المالي والإداري في هذه الدول اي ظهور الاوليغارشية المافيوية والتي اصبح لها نفوذ وتأثير على السلطة الحاكمة ، كما وفقد المواطنين في رابطة الدول المستقلة حقوقهم المشروعة ومنها مجانية التعليم والعلاج والسكن والضمان المادي، فمن لديه المال يستطيع ان يحصل على التعليم ولجميع مراحله الدراسية ويستطيع أن يحصل على العلاج والسكن، انه تفاوت مرعب ومخيف وكارثي وغير مألوف سابقاً في العهد السوفيتي، أي تعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح الاوليغارشية الحاكمة لا وهذا تم بفعل تطبيق لما يسمى بالخصخصة السيئة الصيت في شكلها ومضمونها وتمت بشكل غير قانوني وغير شرعي. هذه بعض اهم (( منجزات)) النهج الليبرالي والنيوليبرالي المتوحش. احذروا ذلك.

ان المخرج الوحيد والجذري لرابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) وكذلك بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية ودول اوربا الشرقية سابقاً وغيرهم ،هو التخلي عن النهج الليبرالي والنيوليبرالي المتوحش وعدم الاخذ بوصفه صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالميه والعمل على تعزيز دور ومكانة الدولة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية…..، ووضع سياسات اقتصادية واجتماعية وثقافية… نابعة من واقع مجتمعاتها وتلبي مصالح شعوبها بالدرجة الأولى والعمل على الاقرار بتعدد الأنماط الاقتصادية وان تعمل هذه الأنماط لخدمة المجتمع والاقتصاد الوطني وتحت اشراف الدولة والعمل على بناء مجتمع العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع واقامة العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية والاستثمارية والعسكرية.. على اساس مبدأ المساواة والنفع المتبادل والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودمقرطة المجتمع والاقتصاد الوطني لخدمة الشعب وتحقيق الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين.
ان روسيا ( ثوبها) ثوباً اشتراكيا، ولن تصبح دولة عظمي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وايديولوجيا وعسكريا الا من خلال تبنيها الطريق الاشتراكي، طريق تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية ودمقرطة المجتمع وليس لها أي علاقه بالنهج الراسمالي لان هذا النهج الراسمالي الخطير المتبع منذ عام 1992 ولغاية الان قد ادخلها في مأزق حقيقي وطريق مسدود في التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الروسي ، فلا خيار ولا طريق امام الشعب الروسي الا طريق وخيار تحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية والاقتصادية لمصلحة الوطن والمجتمع الروسي.

أحدث المقالات