منذ فترة ليست بالقصيرة تداولت الاوساط السياسية والثقافية وحتى الاجتماعية ،روايات وافكار وقصص مختلفة عن سيناريوهات الوضع العراقي القادم والذي اتفق اغلبها على الوصول الى حالة الخلاف الشيعي – الشيعي ، ومن ثم الاقتتال الشيعي .
واليوم اخذت الاصوات المؤيدة لتلك الصورة تشعر بحماس دؤوب في رؤيتها مفاده ان السيد مقتدى الصدر زار دولة الامارات العرابية المتحدة بعد زيارة مهمة ومفاجئة للمملكة العربية السعودية.
هنا يبرز سؤال مهم، هل كلن الخلاف الشيعي بحاجة الى ركن جديد ؟ هل زيارة السيد مقتدى الى السعودية او الامارات اول زيارة لمسؤول شيعي (مع ملاحظة كلمة مسؤول) لدولة عربية غير شيعية ؟.
اولا الخلافات الشيعية يجب ان تقف على واقع الحكم العراقي الشيعي الذي يمثل واقعا مريرا لايحتاج الى وصف ، وان تقف على حقيقة الفساد المالي والاداري الذي لم يعد بالامكان تغطيته ، ان تقف على واقع بلد اخذ بالتدحرج نحو هاوية لايقبلها عقل ولايرضاها منصف .
ان الخلافات الشيعية ليست جديدة وعلى مدى مئات السنين ، فمنذ وجود مرجعيات متعددة لدى الشيعة صار التقليد متعددا ومختلفا في البيت الواحد ، لكنه لم يكن سببا لخلاف ، وبمراجعة بسيطة لشاشات التلفزيون نجد معاني الخلاف الشيعي الشيعي ممتداً بدءً من القنوات العراقية المحلية وصولا للقنوات العربية والناطقة بالعربية ، كما ان توزيع المسؤوليات في المديريات والوزارات وما فوقها يظهر الواقع السياسي الشيعي، لكنه كان يذهب الى ساحة الانتخابات موحدا وان كان ذلك الظاهر ،فهو لم يمس فيه شيعي اخاه الشيعي في كتلة اخرى.
الن صل الى السؤال الاهم ،ماذا يريد الواقفون خلف دعوة الاقتتال الشيعي ؟ هل يريد التحذير ام يريدون الدفع اليه ؟ علينا ان نحذر جدا ، فوجهة الصراع القادم واهدافه خافية حتى الان ، ومرعبة.