23 ديسمبر، 2024 4:42 ص

وجع في منتصف الليل

وجع في منتصف الليل

هذا الوجع الذي يطرق ابوابي في غلس الليل,,هذا الوجع الذي يأخذني الى مداخل القرى البعيدة,,هذا الوجع الذي يعلقني على حبال الغسيل,,هذا الوجع الذي يصلبني على اعمدة النخيل ,,هذا الوجع الذي يشردني في طرقات المدينة المتعرجة,,,هذا الوجع الدامي الذي طالما رماني في حانات الخمر الصوفية ,,هذا الوجع الذي حملني كجمرة عشق فوق بساط الريح ,,
هذا الوجع ,,الذي اسمه “الوطن”,,لن يشفى من الوجع الا باسبرين “الوطن المحلي”,,,

2
نحن الجياع لخبز العشق,,نحن المتسمرون امام وهج الشمس,,,نحن المرتعشون امام حفيف القمر,,نحن المجروحين بسكاكين المدنية الجافة,,نحن المختزلون في مسافات الحزن الرطبة بالدمع والقريحة ,,,
نحن الشعراء,,من الصعب ان نموت ,,قبل ان نموت ,,

3
بسم الحرائق المشتعلة في بساتين الشوق الدافئة ,,,بسم المحارات المختبئة في شواطيء الجنوب,,بسم الليالي الماسية المرتعشة في شمال البرد ,,بسم الدفاتر التي تضم اسماء المتعبون في جسور الانتحار المفاجئة ,,بسم الاجساد اللبنية الملتصقة بارصفة التشرد المصبوغة بالدماء القرمزية ,,,بسم القصائد التي وبخت تاريخ الطغاة الاسود,,بسم اشارات المرور التي تمنح الشرعية لعبور القارات الخمس بدون جواز فسفوري ,,
بسم وطني,,
بسم مدينتي,,
بسم منزلي,,المتأرجح بين الشمس والريح ,,
ارفع قبعتي ,,لشهداء الحقيقة ,,,

4
الغيوم التي لاتمطر الا بعد التصادم ,,الشجرة التي لاتثمر الابعد السفاد ,,الجبال التي لاتمنحنا الظل في ساعات الظهيرة ,,الجداول الخضراء التي لاتسمح لنا بالسباحة الا بتذاكر مدفوعة ,,دور السينما التي لاتعرض افلام العشق الممنوعة ,,,المساجد التي تمتنع عن استقبال السكارى المثقلون بجراح الخطيئة,,الكنائس التي لاتدق اجراسها الافي ايام الفجيعة ,,القصور الرمادية التي لاتوزع الخبز على يتامى القتل العشوائي,,
كل تلك الاشياء ,,ستنطمس في مزابل النسيان المرتعشة,,,

5
لا,,
تعشق امرأة,,
تعشق المشط,,
والمرايا,,
والثياب الضيقة,,
لانها ستمسخك,,
الى “ثائر متوحش”,,,